للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفي ختام كلمته عقب فضيلته تعقيبا دينيا وتربويا مفيدا على كلمة أحد الطلاب المجيدين كان قد عرض في الحفل الختامي موجزا عن بحث له في السياسة المالية والاقتصادية في الإسلام، وقد ورد في حديث الطالب تعبير (الإنسان وكيل الله) وتعبير (تفتيت الثروة) فقال فضيلته إنه لا يصح القول بأن المسلم وكيل الله، فهذا التعبير لم يرد عن السلف فلا يصح أن يقال، فالله عز وجل اختار كلمة (الخلافة) فكلمة خليفة الله تؤدي معنى الوكيل وزيادة، وقد اختار الله عز وجل لفظ الخلافة، ولم يعبر عنها بالوكالة في موضع من القرآن وعلمنا عن السلف أنه ينبغي لنا في تعبيراتنا التي تتصل بالله عز وجل أن نتقيد بما ورد به النص لا نعدل عنه وقد وردت كلمة خليفة ولم ترد كلمة وكيل فالإنسان خليفة الله كما قال الله تعالى: {إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً} وقال تعالى: {عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الأَرْضِ} هذا مع ما يفوت من معان جليلة لو استعملنا كلمة وكالة بدلا من الخلافة مع وجود بعض المعاني المحظورة في حق الله عز وجل ينطوي عليها التعبير بكلمة وكالة مما تواضع عليها الناس في هذا الباب فالوكالة لا تقوم مقام الخلافة وعلى العكس الخلافة تقوم مقام الوكالة، مع ما في لفظة الخلافة من البعد عن المحترزات التي في لفظة الوكالة بالنسبة لله عز وجل وكذلك ورد في كلمة الطالب كلمة (تفتيت الثروة في الإسلام) ، ويجب التيقظ والعلم بأن الإسلام لا يفتت الثروة، لأن تفتيت الثروة معناه محقها، والإسلام إنما ينمي الثروة تنمية مشروعة وهذا التعبير المتداول الذي يردد كلمة (تفتيت الثروة) إنما هو تعبير يساري، تعبير اشتراكي، وبعض الإخوان يستعمله بحسن قصد لا شك، ولهذا فإن هذه الكلمة لا يصح أن تأتي على ألسنتنا ولا أن تجري به أقلامنا بحال من الأحوال لأنه مصطلح يأتي في نظام اقتصادي معروف وقد أغنانا الله بنظام معصوم من الإسلام