للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهذا موافق لما في الصحيح من رواية قتادة: حدثنا أبو المتوكل الناجي أن أبا سعيد الخدري حدثهم أن رسول الله قال: «يخلص المؤمن من النار، فيحبسون على قنطرة بين الجنة والنار. فيقتص لبعضهم من بعض مظالم كانت بينهم في الدنيا حتى إذا هذبوا ونقوا، أذن لهم في دخول الجنة» (١).

وقال ابن جرير (٢): حدثنا الحسن، حدثنا يزيد بن هارون، أخبرنا هشام عن محمد هو ابن سيرين قال: استأذن الأشتر على علي ، وعنده ابن لطلحة فحبسه ثم أذن له، فلما دخل قال: إني لأراك إنما حبستني لهذا، قال: أجل، قال: إني لأراه لو كان عندك ابن لعثمان لحبستني، قال: أجل إني لأرجو أن أكون أنا وعثمان ممن قال الله تعالى ﴿وَنَزَعْنا ما فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْواناً عَلى سُرُرٍ مُتَقابِلِينَ﴾ وقال ابن جرير (٣) أيضا: حدثنا الحسن، حدثنا أبو معاوية الضرير، حدثنا أبو مالك الأشجعي، عن أبي حبيبة مولى لطلحة قال: دخل عمران بن طلحة على علي بعد ما فرغ من أصحاب الجمل، فرحب به وقال: إني لأرجو أن يجعلني الله وأباك من الذين قال الله ﴿وَنَزَعْنا ما فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْواناً عَلى سُرُرٍ مُتَقابِلِينَ﴾.

وقال: ورجلان جالسان إلى ناحية البساط، فقالا: الله أعدل من ذلك تقتلهم بالأمس وتكونون إخوانا، فقال علي : قوما أبعد أرض وأسحقها، فمن هم إذا إن لم أكن أنا وطلحة؟ وذكر أبو معاوية الحديث بطوله، وروى وكيع عن أبان بن عبد الله البجلي عن نعيم بن أبي هند، عن ربعي بن جراش عن علي نحوه، وقال فيه فقام رجل من همدان فقال:

الله أعدل من ذلك يا أمير المؤمنين، قال: فصاح به علي صيحة فظننت أن القصر تدهده لها، ثم قال: إذا لم نكن نحن فمن هم؟ وقال سعيد بن مسروق عن أبي طلحة، وذكره وفيه: فقال الحارث الأعور ذلك، فقام إليه علي فضربه بشيء كان في يده في رأسه، وقال: فمن هم يا أعور إذا لم نكن نحن؟ وقال سفيان الثوري عن منصور عن إبراهيم قال: جاء ابن جرموز قاتل الزبير يستأذن على علي فحجبه طويلا ثم أذن له فقال له: أما أهل البلاء فتجفوهم، فقال علي:

بفيك التراب إني لأرجو أن أكون أنا وطلحة والزبير ممن قال الله: ﴿وَنَزَعْنا ما فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْواناً عَلى سُرُرٍ مُتَقابِلِينَ﴾ وكذا روى الثوري عن جعفر بن محمد عن أبيه عن علي بنحوه.

وقال سفيان بن عيينة عن إسرائيل عن أبي موسى سمع الحسن البصري يقول: قال علي: فينا


(١) أخرجه البخاري في الرقاق باب ٤٨، وأحمد في المسند ٣/ ١٣، ٥٧، ٦٣، ٧٤، ٩٤.
(٢) تفسير الطبري ٧/ ٥٢٠.
(٣) تفسير الطبري ٧/ ٥٢٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>