للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إِرْبٍ «١» مِنْهُ إِلَّا نَظَرْتُ إِلَيْهِ مِنِّي حَتَّى كَأَنَّهُ صَاحِبُكُمْ، قَالَ جِبْرِيلُ: سَلِّمْ عَلَى مَالِكٍ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ» وَرَوَاهُ النَّسَائِيُّ مِنْ حَدِيثِ أَبِي زيد ثابت عَنْ هِلَالٍ، وَهُوَ ابْنُ خَبَّابٍ بِهِ، وَهُوَ إسناد صحيح.

[طريق أخرى] قال الْبَيْهَقِيُّ: أَنْبَأَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ الشَّافِعِيُّ، أَنْبَأَنَا إِسْحَاقُ بْنُ الْحَسَنِ، حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ قَالَ:

حَدَّثَنَا ابْنُ عَمِّ نَبِيِّكُمْ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «رَأَيْتُ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي مُوسَى بْنَ عِمْرَانَ رَجُلًا طُوَالًا جَعْدًا، كَأَنَّهُ مِنْ رِجَالِ شَنُوءَةَ، وَرَأَيْتُ عِيسَى ابن مريم عليه السلام مَرْبُوعَ الْخَلْقِ إِلَى الْحُمْرَةِ وَالْبَيَاضِ سَبْطَ الرَّأْسِ» وَأَرَى مَالِكًا خَازِنَ جَهَنَّمَ وَالدَّجَّالَ فِي آيَاتٍ أَرَاهُنَّ اللَّهُ إِيَّاهُ، قَالَ: فَلا تَكُنْ فِي مِرْيَةٍ مِنْ لِقائِهِ [هود: ١٠٩] فَكَانَ قَتَادَةُ يُفَسِّرُهَا أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ لَقِيَ مُوسَى عَلَيْهِ السلام وَجَعَلْناهُ هُدىً لِبَنِي إِسْرائِيلَ [الإسراء: ٢] قَالَ:

جَعَلَ اللَّهُ مُوسَى هُدًى لِبَنِي إِسْرَائِيلَ «٢» ، ورواه مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنْ عَبْدِ بْنُ حُمَيْدٍ عَنْ يُونُسَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ شَيْبَانَ، وَأَخْرَجَاهُ مِنْ حَدِيثِ شُعْبَةَ عَنْ قَتَادَةَ مُخْتَصَرًا.

[طَرِيقٌ أخرى] وقال الْبَيْهَقِيُّ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدَانَ، أنبأنا أحمد بن عبيد الصفار، ثنا دبيس المعدل، ثنا عفان قال: ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَمَّا أُسْرِيَ بِي مَرَّتْ بِي رَائِحَةٌ طَيِّبَةٌ، فَقُلْتُ: مَا هَذِهِ الرَّائِحَةُ؟ قَالُوا: مَاشِطَةُ بنت فرعون وأولادها، سقط المشط من يدها فقالت:

باسم الله، فقالت بنت فِرْعَوْنَ أَبِي، قَالَتْ رَبِّي وَرَبُّكِ وَرَبُّ أَبِيكِ، قَالَتْ أَوَلَكِ رَبٌّ غَيْرُ أَبِي؟

قَالَتْ نَعَمْ رَبِّي وَرَبُّكِ وَرَبُّ أَبِيكِ اللَّهُ.. قَالَ: فَدَعَاهَا، فَقَالَ: أَلَكِ رَبٌّ غَيْرِي؟ قَالَتْ نَعَمْ رَبِّي وَرَبُّكِ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ. قَالَ فَأَمَرَ بِنَقْرَةٍ من نحاس، فأحميت ثم أمر بها أن تلقى فِيهَا، قَالَتْ: إِنَّ لِي إِلَيْكَ حَاجَةً، قَالَ: مَا هِيَ؟ قَالَتْ: تَجْمَعُ عِظَامِي وَعِظَامَ وَلَدِي فِي مَوْضِعٍ، قَالَ: ذَاكَ لَكِ لِمَا لَكِ عَلَيْنَا مِنَ الْحَقِّ، قَالَ: فَأَمَرَ بِهِمْ فَأُلْقُوا وَاحِدًا وَاحِدًا حَتَّى بَلَغَ رَضِيعًا فِيهِمْ، فَقَالَ: يَا أُمَّهْ قِعِي وَلَا تَقَاعَسِي، فَإِنَّكِ عَلَى الحق، قال: وتكلم أربعة في المهد وَهُمْ صِغَارٌ: هَذَا وَشَاهِدُ يُوسُفَ وَصَاحِبُ جُرَيْجٍ وَعِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ. إِسْنَادٌ لَا بأس به، وَلَمْ يُخَرِّجُوهُ.

[طَرِيقٌ أُخْرَى] قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ «٣» أَيْضًا: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ وروح بن المعين قَالَا:

حَدَّثَنَا عَوْفٌ عَنْ زُرَارَةَ بْنِ أَوْفَى عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَمَّا كَانَ لَيْلَةُ أسري بي، فأصبحت بمكة فظعت وَعَرَفْتُ أَنَّ النَّاسَ مُكَذِّبِي» فَقَعَدَ مُعْتَزِلًا حَزِينًا، فَمَرَّ بِهِ عَدُوُّ اللَّهِ أَبُو جَهْلٍ، فَجَاءَ حَتَّى جَلَسَ إِلَيْهِ فَقَالَ لَهُ كَالْمُسْتَهْزِئِ: هَلْ كَانَ مِنْ شَيْءٍ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلّم


(١) الإرب: العضو.
(٢) أخرجه البخاري في بدء الخلق باب ٧، ومسلم في الإيمان حديث ٢٦٧.
(٣) المسند ١/ ٣٠٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>