للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ينسي نبيه ما يشاء، وينسخ ما يشاء.

وقال ابن جرير (١): أخبرنا سوار بن عبد الله، أخبرنا خالد بن الحارث، أخبرنا عوف، عن الحسن أنه قال: في قوله: ﴿أَوْ نُنْسِها﴾ قال: إن نبيكم ، قرأ علينا (٢) قرآنا ثم نسيه، وقال ابن أبي حاتم: أخبرنا أبي أخبرنا ابن نفيل، أخبرنا محمد بن الزبير الحراني، عن الحجاج يعني الجزري عن عكرمة عن ابن عباس قال: كان مما ينزل على النبي ، الوحي بالليل وينساه بالنهار، فأنزل الله ﷿: ﴿ما نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِها نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْها أَوْ مِثْلِها﴾، قال ابن أبي حاتم: قال لي أبو جعفر بن نفيل، ليس هو الحجاج بن أرطأة هو شيخ لنا جزري، وقال عبيد بن عمير: ﴿أَوْ نُنْسِها﴾ نرفعها من عندكم.

وقال ابن جرير: حدثني يعقوب بن إبراهيم، أخبرنا هشيم، عن يعلى بن عطاء عن القاسم بن ربيعة، قال: سمعت سعد بن أبي وقاص يقرأ ﴿ما نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِها﴾ قال: قلت له فإن سعيد بن المسيب يقرأ ﴿أَوْ نُنْسِها﴾ قال: قال سعد: إن القرآن، لم ينزل على المسيب ولا على آل المسيب، قال: قال الله جل ثناؤه: ﴿سَنُقْرِئُكَ فَلا تَنْسى﴾ [الأعلى: ٦] ﴿وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذا نَسِيتَ﴾ [الكهف: ٢٤]، وكذا رواه عبد الرزاق عن هشيم، وأخرجه الحاكم في مستدركه، من حديث أبي حاتم الرازي، عن آدم عن شعبة عن يعلى بن عطاء به، وقال على شرط الشيخين ولم يخرجاه.

قال ابن أبي حاتم وروى عن محمد بن كعب وقتادة وعكرمة نحو قول سعيد.

وقال الإمام أحمد: أخبرنا يحيى أخبرنا سفيان الثوري: عن حبيب بن أبي ثابت عن سعيد بن جبير عن ابن عباس، قال: قال عمر: علي أقضانا وأبي أقرأنا، وإنا لندع من قول أبي، وذلك أن أبيا يقول: ما أدع شيئا سمعته من رسول الله ، والله يقول: ﴿ما نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِها نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْها أَوْ مِثْلِها﴾.

قال البخاري: أخبرنا يحيى أخبرنا سفيان عن حبيب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس، قال:

قال عمر: أقرؤنا أبيّ وأقضانا علي، وإنا لندع من قول أبي، وذلك أن أبيا يقول: لا أدع شيئا سمعته من رسول الله ، وقد قال الله: ﴿ما نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِها﴾.

وقوله: ﴿نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْها أَوْ مِثْلِها﴾، أي في الحكم بالنسبة إلى مصلحة المكلفين، كما قال علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس ﴿نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْها﴾ ويقول خير لكم في المنفعة وأرفق بكم.

وقال أبو العالية: ﴿ما نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ﴾ فلا نعمل بها «أو ننسأها»، أي نرجئها عندنا نأت بها أو نظيرها، وقال السدي ﴿نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْها أَوْ مِثْلِها﴾ يقول: نأت بخير من الذي نسخناه أو مثل


(١) تفسير الطبري ١/ ٥٢٢.
(٢) في الطبري: «أقرئ قرآنا ثم نسيه».

<<  <  ج: ص:  >  >>