للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

القعب حتى نهلوا عنه، وايم الله إن كان الرجل منهم ليأكل مثلها ويشرب مثلها، ثم قال رسول الله : «يا بني عبد المطلب إني والله ما أعلم شابا من العرب جاء قومه بأفضل مما جئتكم به، إني قد جئتكم بخير الدنيا والآخرة» قال أحمد بن عبد الجبار: بلغني أن ابن إسحاق إنما سمعه من عبد الغفار بن القاسم بن أبي مريم عن المنهال عن عمرو عن عبد الله بن الحارث.

وقد رواه أبو جعفر بن جرير (١) عن ابن حميد عن سلمة عن ابن إسحاق، عن عبد الغفار بن القاسم بن أبي مريم عن المنهال بن عمرو عن عبد الله بن الحارث، عن ابن عباس عن علي بن أبي طالب فذكر مثله، وزاد بعد قوله «إني جئتكم بخير الدنيا والآخرة، وقد أمرني الله أن أدعوكم إليه فأيكم يؤازرني على هذا الأمر على أن يكون أخي وكذا وكذا؟» قال: فأحجم القوم عنها جميعا وقلت-وإني لأحدثهم سنا، وأرمصهم عينا، وأعظمهم بطنا، وأحمشهم ساقا-: أنا يا نبي الله أكون وزيرك عليه، فأخذ برقبتي ثم قال «إن هذا أخي، وكذا وكذا، فاسمعوا له وأطيعوا» قال: فقام القوم يضحكون ويقولون لأبي طالب: قد أمرك أن تسمع لابنك وتطيع. تفرد بهذا السياق عبد الغفار بن القاسم أبي مريم، وهو متروك كذاب شيعي، اتهمه علي بن المديني وغيره بوضع الحديث، وضعفه الأئمة .

[طريق. أخرى] قال ابن أبي حاتم: حدثنا أبي أخبرنا الحسين عن عيسى بن ميسرة الحارثي، حدثنا عبد الله بن عبد القدوس عن الأعمش عن المنهال بن عمرو عن عبد الله بن الحارث قال: قال علي : لما نزلت هذه الآية ﴿وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ﴾ قال لي رسول الله «اصنع لي رجل شاة بصاع من طعام وإناء لبنا» قال: ففعلت، ثم قال «ادع بني هاشم» قال: فدعوتهم وإنهم يومئذ أربعون غير رجل، أو أربعون ورجل، قال: وفيهم عشرة كلهم يأكل الجذعة بإدامها، قال: فلما أتوا بالقصعة أخذ رسول الله من ذروتها ثم قال «فأكلوا حتى شبعوا، وهي على هيئتها لم يزرؤوا منها إلا اليسير، قال: ثم أتيتهم بالإناء فشربوا حتى رووا، قال: وفضل فضل، فلما فرغوا أراد رسول الله أن يتكلم فبدروه الكلام، فقالوا ما رأينا كاليوم في السحر.

فسكت رسول الله ثم قال «اصنع لي رجل شاة بصاع من طعام» فصنعت، قال: فدعاهم فلما أكلوا وشربوا، قال: فبدروه فقالوا مثل مقالتهم الأولى، فسكت رسول الله ، ثم قال لي «اصنع لي رجل شاة بصاع طعام» فصنعت، قال: فجمعتهم فلما أكلوا وشربوا بدرهم رسول الله الكلام، فقال «أيكم يقضي عني ديني، ويكون خليفتي في أهلي؟» قال: فسكتوا وسكت العباس خشية أن يحيط ذلك بماله، قال: وسكت أنا لسن العباس. ثم قالها مرة أخرى


(١) تفسير الطبري ٩/ ٤٨٣، ٤٨٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>