للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الآية، وهذا إسناد صحيح.

وقال ابن أبي نجيح عن مجاهد: جاء رجل من أهل البادية فقال: إن امرأتي حبلى، فأخبرني ما تلد، وبلادنا مجدبة، فأخبرني متى ينزل الغيث، وقد علمت متى ولدت، فأخبرني متى أموت فأنزل الله ﷿ ﴿إِنَّ اللهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السّاعَةِ﴾ -إلى قوله- ﴿عَلِيمٌ خَبِيرٌ﴾ قال مجاهد: وهي مفاتيح الغيب التي قال الله تعالى: ﴿وَعِنْدَهُ مَفاتِحُ الْغَيْبِ لا يَعْلَمُها إِلاّ هُوَ﴾ [الأنعام: ٥٩] رواه ابن أبي حاتم وابن جرير (١) وقال الشعبي عن مسروق عن عائشة أنها قالت: من حدثك أنه يعلم ما في غد فقد كذب، ثم قرأت ﴿وَما تَدْرِي نَفْسٌ ماذا تَكْسِبُ غَداً﴾ (٢).

وقوله تعالى: ﴿وَما تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ﴾ قال قتادة: أشياء استأثر الله بهن، فلم يطلع عليهنّ ملكا مقربا ولا نبيا مرسلا ﴿إِنَّ اللهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السّاعَةِ﴾ فلا يدري أحد من الناس متى تقوم الساعة في أي سنة، أو في أي شهر، أو ليل أو نهار ﴿وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ﴾ فلا يعلم أحد متى ينزل الغيث ليلا أو نهارا ﴿وَيَعْلَمُ ما فِي الْأَرْحامِ﴾ فلا يعلم أحد ما في الأرحام أذكر أم أنثى، أحمر أو أسود، وما هو ﴿وَما تَدْرِي نَفْسٌ ماذا تَكْسِبُ غَداً﴾ أخير أم شر، ولا تدري يا ابن آدم متى تموت لعلك الميت غدا، لعلك المصاب غدا ﴿وَما تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ﴾ أي ليس أحد من الناس يدري أين مضجعه من الأرض، أفي بحر أم بر أو سهل أو جبل (٣).

وقد جاء في الحديث «إذا أراد الله قبض عبد بأرض جعل له إليها حاجة» فقال الحافظ أبو القاسم الطبراني في معجمه الكبير في مسند أسامة بن زيد: حدثنا إسحاق بن إبراهيم، أخبرنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر عن أيوب عن أبي المليح عن أسامة بن زيد قال: قال رسول الله «ما جعل الله ميتة عبد بأرض إلا جعل له فيها حاجة».

وقال عبد الله ابن الإمام أحمد: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا أبو داود الحفري عن سفيان عن أبي إسحاق عن مطر بن عكاش قال: قال رسول الله «إذا قضى الله ميتة عبد بأرض جعل له إليها حاجة» (٤) وهكذا رواه الترمذي في القدر من حديث سفيان الثوري به، ثم قال: حسن غريب، ولا يعرف لمطر عن النبي غير هذا الحديث، وقد رواه أبو داود في المراسيل، فالله أعلم.

وقال الإمام أحمد (٥): حدثنا إسماعيل، حدثنا أيوب عن أبي المليح بن أسامة عن أبي عزة


(١) تفسير الطبري ١٠/ ٢٢٦.
(٢) انظر تفسير الطبري ١٠/ ٢٢٧.
(٣) انظر تفسير الطبري ١٠/ ٢٢٦.
(٤) أخرجه أحمد في المسند ٥/ ٢٢٧.
(٥) المسند ٣/ ٤٢٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>