للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال: قال رسول الله «إذا أراد الله قبض روح عبد بأرض جعل له فيها-أو قال-بها حاجة» وأبو عزة هذا هو يسار بن عبيد الله، ويقال ابن عبد الهذلي. وأخرجه الترمذي من حديث إسماعيل بن إبراهيم وهو ابن علية، وقال: صحيح. وقال ابن أبي حاتم: حدثنا أحمد بن عصام الأصفهاني، حدثنا المؤمل بن إسماعيل، حدثنا عبيد الله بن أبي حميد عن أبي المليح عن أبي عزة الهذلي قال: قال رسول الله «إذا أراد الله قبض عبد بأرض جعل له إليها حاجة فلم ينته حتى يقدمها» ثم قرأ رسول الله ﴿إِنَّ اللهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السّاعَةِ﴾ -إلى- ﴿عَلِيمٌ خَبِيرٌ﴾.

[حديث آخر] قال الحافظ أبو بكر البزار: حدثنا أحمد بن ثابت الجحدري ومحمد بن يحيى القطعي قالا: حدثنا عمر بن علي، حدثنا إسماعيل عن قيس عن عبد الله قال: قال رسول الله «إذا أراد الله قبض عبد بأرض جعل له إليها حاجة» ثم قال البزار: وهذا الحديث لا نعلم أحدا يرفعه إلا عمر بن علي المقدمي. وقال ابن أبي الدنيا: حدثني سليمان بن أبي مسيح قال: أنشدني محمد بن الحكم لأعشى همدان [البسيط]:

فما تزود مما كان يجمعه … سوى حنوط غداة البين مع خرق

وغير نفحة أعواد تشب له … وقل ذلك من زاد لمنطلق

لا تأسين على شيء فكل فتى … إلى منيته سيار في عنق

وكل من ظن أن الموت يخطئه … معلل بأعاليل من الحمق (١)

بأيما بلدة تقدر منيته … إن لا يسير إليها طائعا يسق

أورده الحافظ ابن عساكر في ترجمة عبد الرحمن بن عبد الله بن الحارث، وهو أعشى همدان، وكان الشعبي زوج أخته، وهو مزوج بأخت الشعبي أيضا، وقد كان ممن طلب العلم والتفقه، ثم عدل إلى صناعة الشعر فعرف به، وقد روى ابن ماجة عن أحمد بن ثابت وعمر بن شبة، كلاهما عن عمر بن علي مرفوعا: «إذا كان أجل أحدكم بأرض أو ثبته له إليها حاجة، فإذا بلغ أقصى أثره قبضه الله ﷿، فتقول الأرض يوم القيامة: رب هذا ما أودعتني» (٢)، قال الطبراني: حدثنا إسحاق بن إبراهيم، حدثنا عبد الرزاق، حدثنا معمر عن أيوب عن أبي المليح عن أسامة أن رسول الله قال «ما جعل الله منية عبد بأرض إلا جعل له إليها حاجة».


(١) لأبي دؤاد الأيادي بيت له نفس الصدر وهو: وكل من ظن أن الموت مخطئه معلّل بسواء الحقّ مكذوب والبيت في ديوان أبي دؤاد ص ٢٩٤، والإنصاف ص ٢٩٥، وخزانة الأدب ٣/ ٤٣٨، وشرح المفصل ٢/ ٨٤، وهو بلا نسبة في الدرر ٣/ ٩٣، وشرح الأشموني ١/ ٢٣٥، وهمع الهوامع ١/ ٢٠٢.
(٢) أخرجه ابن ماجة في الزهد باب ٣١، بلفظ «استودعتني» بدل «أودعتني».

<<  <  ج: ص:  >  >>