للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المسترشد.

قال ابن إسحاق ﴿وَأَمَّا السّائِلَ فَلا تَنْهَرْ﴾ أي فلا تكن جبارا ولا متكبرا ولا فحاشا ولا فظا على الضعفاء من عباد الله، وقال قتادة يعني رد المسكين برحمة ولين ﴿وَأَمّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ﴾ أي وكما كنت عائلا فقيرا فأغناك الله فحدث بنعمة الله عليك كما جاء في الدعاء المأثور النبوي: «واجعلنا شاكرين لنعمتك مثنين بها عليك قابليها وأتمها علينا» (١) وقال ابن جرير (٢): حدثنا يعقوب، حدثنا ابن علية، حدثنا سعيد بن إياس الجريري عن أبي نضرة قال:

كان المسلمون يرون أن من شكر النعم أن يحدث بها.

وقال عبد الله ابن الإمام أحمد: حدثنا منصور بن أبي مزاحم، حدثنا الجراح بن مليح عن أبي عبد الرّحمن عن الشعبي عن النعمان بن بشير قال: قال رسول الله على المنبر: «من لم يشكر القليل لم يشكر الكثير، ومن لم يشكر الناس لم يشكر الله، والتحدث بنعمة الله شكر وتركها كفر، والجماعة رحمة والفرقة عذاب» (٣) إسناده ضعيف وفي الصحيحين عن أنس أن المهاجرين قالوا يا رسول الله ذهب الأنصار بالأجر كله، قال: «لا ما دعوتم الله لهم وأثنيتم عليهم» (٤). وقال أبو داود: حدثنا مسلم بن إبراهيم، حدثنا الربيع بن مسلم عن محمد بن زياد عن أبي هريرة عن النبي قال: «لا يشكر الله من لا يشكر الناس» (٥) ورواه الترمذي عن أحمد بن محمد عن ابن المبارك عن الربيع بن مسلم وقال صحيح.

وقال أبو داود (٦): حدثنا عبد الله بن الجراح، حدثنا جرير عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر عن النبي قال: «من أبلى بلاء فذكره فقد شكره، ومن كتمه فقد كفره» تفرد به أبو داود. وقال أبو داود: حدثنا مسدد، حدثنا بشر، حدثنا عمارة بن غزية، حدثني رجل من قومي عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله : «من أعطي عطاء فوجد فليجز به، فإن لم يجد فليثن به فمن أثنى به فقد شكره ومن كتمه فقد كفره» قال أبو داود: ورواه يحيى بن أيوب عن عمارة بن غزية عن شرحبيل عن جابر كرهوه فلم يسموه، تفرد به أبو داود.

وقال مجاهد: يعني النبوة التي أعطاك ربك وفي رواية عنه القرآن، وقال ليث عن رجل عن الحسن بن علي ﴿وَأَمّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ﴾ قال: ما عملت من خير فحدث إخوانك، وقال


(١) أخرجه أبو داود في الصلاة باب ١٧٨.
(٢) تفسير الطبري ١٢/ ٦٢٥.
(٣) أخرجه أحمد في المسند ٤/ ٢٧٨، ٣٧٥.
(٤) أخرجه أبو داود في الأدب باب ١١، والترمذي في القيامة باب ٤٤، وأحمد في المسند ٣/ ٢٠٠، ٢٠٤.
(٥) أخرجه أبو داود في الأدب باب ١١، والترمذي في البر باب ٣٥.
(٦) كتاب الأدب باب ١١.

<<  <  ج: ص:  >  >>