للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقيل إنها تكون في ليلة تسع وعشرين. وقال الإمام أحمد بن حنبل (١): حدثنا أبو سعيد مولى بني هاشم، حدثنا سعيد بن سلمة، حدثنا عبد الله بن محمد بن عقيل عن عمر بن عبد الرّحمن عن عبادة بن الصامت أنه سأل رسول الله عن ليلة القدر، فقال رسول الله :

«في رمضان التمسوها في العشر الأواخر فإنها في وتر إحدى وعشرين أو ثلاث وعشرين أو خمس وعشرين أو سبع وعشرين أو تسع وعشرين أو في آخر ليلة».

وقال الإمام أحمد (٢): حدثنا سليمان بن داود وهو أبو داود الطيالسي، حدثنا عمران القطان عن قتادة عن أبي ميمونة عن أبي هريرة أن رسول الله قال في ليلة القدر: «إنها في ليلة سابعة أو تاسعة وعشرين وإن الملائكة تلك الليلة في الأرض أكثر من عدد الحصى» تفرد به أحمد وإسناده لا بأس به.

وقيل إنها تكون في آخر ليلة لما تقدم من هذا الحديث آنفا، ولما رواه الترمذي والنسائي من حديث عيينة بن عبد الرّحمن عن أبيه عن أبي بكرة أن رسول الله قال: «في تسع يبقين أو سبع يبقين أو خمس يبقين أو ثلاث يبقين أو آخر ليلة يعني التمسوا ليلة القدر» (٣) وقال الترمذي: حسن صحيح، وفي المسند من طريق أبي سلمة عن أبي هريرة عن النبي في ليلة القدر «إنها آخر ليلة».

[فصل] قال الشافعي في هذه الروايات: صدرت من النبي جوابا للسائل إذا قيل له أنلتمس ليلة القدر في الليلة الفلانية؟ يقول «نعم» وإنما ليلة القدر معينة لا تنتقل. نقله الترمذي عنه بمعناه وروي عن أبي قلابة أنه قال: ليلة القدر تنتقل في العشر الأواخر وهذا الذي حكاه عن أبي قلابة نص عليه مالك والثوري وأحمد بن حنبل وإسحاق بن راهويه وأبو ثور والمزني وأبو بكر بن خزيمة وغيرهم، وهو محكي عن الشافعي نقله القاضي عنه وهو الأشبه والله أعلم.

وقد يستأنس لهذا القول بما ثبت في الصحيحين عن عبد الله بن عمر أن رجالا من أصحاب النبي أروا ليلة القدر في المنام في السبع الأواخر من رمضان، فقال رسول الله : «أرى رؤياكم قد تواطأت في السبع الأواخر فمن كان متحريها فليتحرها في السبع الأواخر» (٤) وفيهما أيضا عن عائشة أن رسول الله قال: «تحروا ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر من رمضان» ولفظه للبخاري.

ويحتج للشافعي أنها لا تنتقل وأنها معينة من الشهر بما رواه البخاري (٥) في صحيحه عن


(١) المسند ٥/ ٣٢٠.
(٢) المسند ٢/ ٥١٩.
(٣) أخرجه الترمذي الصوم باب ٧٢.
(٤) أخرجه البخاري في القدر باب ٢، ٣، ومسلم في الصيام حديث ٢٠٥، ٢٠٦.
(٥) كتاب القدر باب ٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>