للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وإسناده حسن ليس فيه مجروح، ومتنه حسن.

حديث آخر في معناه: -قال أبو داود (١): حدثنا عقبة بن مكرم، حدثنا عبد الرحمن يعني ابن مهدي عن بشر يعني ابن منصور، عن محمد بن عجلان، عن سويد بن وهب، عن رجل من أبناء أصحاب النبي ، عن أبيه، قال: قال رسول الله «من كظم غيظا وهو قادر على أن ينفذه، ملأه الله أمنا وإيمانا، ومن ترك لبس ثوب جمال وهو قادر عليه-قال بشر: أحسبه قال: تواضعا-كساه (٢) الله حلة الكرامة ومن توج لله كساه الله تاج الملك».

حديث آخر: -قال الإمام أحمد (٣): حدثنا عبد الله بن يزيد قال: حدثنا سعيد، حدثني أبو مرحوم عن سهل بن معاذ بن أنس، عن أبيه أن رسول الله قال «من كظم غيظا وهو قادر على أن ينفذه دعاه الله على رؤوس الخلائق حتى يخيره من أي الحور شاء» ورواه أبو داود والترمذي وابن ماجة من حديث سعيد بن أبي أيوب به، وقال الترمذي: حسن غريب.

حديث آخر: -قال عبد الرزاق: أنبأنا داود بن قيس عن زيد بن أسلم، عن رجل من أهل الشام يقال له عبد الجليل، عن عم له، عن أبي هريرة في قوله تعالى:

﴿وَالْكاظِمِينَ الْغَيْظَ﴾ أن النبي قال: «من كظم غيظا وهو يقدر على إنفاذه ملأه الله أمنا وإيمانا» رواه ابن جرير (٤).

حديث آخر: -قال ابن مردويه: حدثنا أحمد بن محمد بن زياد، أنبأنا يحيى بن أبي طالب، أنبأنا علي بن عاصم، أخبرني يونس بن عبيد عن الحسن، عن ابن عمر ، قال: قال رسول الله «ما تجرع عبد من جرعة أفضل أجرا من جرعة غيظ كظمها ابتغاء وجه الله» وكذا رواه ابن ماجة عن بشر بن عمر، عن حماد بن سلمة، عن يونس بن عبيد به.

فقوله تعالى: ﴿وَالْكاظِمِينَ الْغَيْظَ﴾ أي لا يعملون غضبهم في الناس بل يكفون عنهم شرهم، ويحتسبون ذلك عند الله ﷿.

ثم قال تعالى: ﴿وَالْعافِينَ عَنِ النّاسِ﴾ أي مع كف الشر يعفون عمن ظلمهم في أنفسهم فلا يبقى في أنفسهم موجدة على أحد، وهذا أكمل الأحوال، ولهذا قال ﴿وَاللهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ﴾ فهذا من مقامات الإحسان، وفي الحديث «ثلاث أقسم عليهن: ما نقص مال من صدقة، وما زاد الله عبدا بعفو إلا عزا، ومن تواضع لله رفعه الله»، وروى الحاكم في مستدركه من


(١) سنن أبي داود (أدب باب ٣)
(٢) مسند أحمد ٣/ ٤٤٠.
(٣) في سنن أبي داود أن أبا مرحوم هذا هو عبد الرحمن بن ميمون.
(٤) تفسير الطبري ٣/ ٤٣٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>