للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

﴿وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ ما أَصابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ﴾ ورواه ابن مردويه من حديث محمد بن منصور عن سفيان بن عيينة، عن عمرو، عن عكرمة، عن ابن عباس فذكره.

وقال محمد بن إسحاق (١): كان يوم أحد يوم السبت للنصف من شوال، فلما كان الغد من يوم الأحد لست عشرة ليلة مضت من شوال، أذّن مؤذن رسول الله في الناس بطلب العدو، وأذّن مؤذنه أن لا يخرج معنا أحد إلا من حضر يومنا بالأمس، فكلمه جابر بن عبد الله بن عمرو بن حرام، فقال: يا رسول الله، إن أبي كان خلفني على أخوات لي سبع، وقال: يا بني إنه لا ينبغي لي ولا لك أن نترك هؤلاء النسوة لا رجل فيهن، ولست بالذي أوثرك بالجهاد مع رسول الله على نفسي فتخلف على أخواتك، فتخلفت عليهن، فأذن له رسول الله فخرج معه، وإنما خرج رسول الله مرهبا للعدو، وليبلغهم أنه خرج في طلبهم ليظنوا به قوة، وأن الذي أصابهم لم يوهنهم عن عدوهم. قال محمد بن إسحاق: حدثني عبد الله بن خارجة بن زيد بن ثابت عن أبي السائب مولى عائشة بنت عثمان: أن رجلا من أصحاب رسول الله من بني عبد الأشهل، كان قد شهد أحدا، قال: شهدت أحدا مع رسول الله أنا وأخي فرجعنا جريحين، فلما أذن مؤذن رسول الله بالخروج في طلب العدو، قلت لأخي-أو قال لي-: أتفوتنا غزوة مع رسول الله ؟ والله ما لنا من دابة نركبها، وما منا إلا جريح ثقيل فخرجنا مع رسول الله ، وكنت أيسر جراحا منه، فكان إذا غلب حملته عقبة (٢) ومشى عقبة، حتى انتهينا إلى ما انتهى إليه المسلمون.

وقال البخاري (٣): حدثنا محمد بن سلام، حدثنا أبو معاوية عن هشام، عن أبيه، عن عائشة ﴿الَّذِينَ اسْتَجابُوا لِلّهِ وَالرَّسُولِ﴾ الآية، قلت لعروة: يا ابن أختي كان أبواك منهم الزبير وأبو بكر لما أصاب نبي الله ما أصاب يوم أحد، وانصرف عنه المشركون، خاف أن يرجعوا، فقال «من يرجع في أثرهم» فانتدب منهم سبعون رجلا فيهم أبو بكر والزبير ، هكذا رواه البخاري منفردا به بهذا السياق.

وهكذا رواه الحاكم في مستدركه عن الأصم، عن عباس الدوري، عن أبي النضر، عن أبي سعيد المؤدب، عن هشام بن عروة به، ثم قال: صحيح، ولم يخرجاه، كذا قال. ورواه ابن ماجة عن هشام بن عمار، وهديّة بن عبد الوهاب عن سفيان بن عيينة. عن هشام بن عروة به، وهكذا رواه سعيد بن منصور وأبو بكر الحميدي في مسنده عن سفيان به.

وقد رواه الحاكم أيضا من حديث إسماعيل بن أبي خالد عن البهي، عن عروة، قال:


(١) سيرة ابن هشام ٢/ ١٠٠.
(٢) العقبة: النوبة، والبدل.
(٣) صحيح البخاري (مغازي باب ٢٧)

<<  <  ج: ص:  >  >>