للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يوجد في ملاوي أكبر عدد من المسلمين في اقطار شرق إفريقيا ووسطها فيما وراء الصحراء إذ تبلغ نسبة المسلمين ٤٢% ولا يرجع دخول كل هذا العدد من السكان في الإسلام إلى الأزمنة الحديثة، بل يعود ذلك إلى زمن قديم حيث دخل الإسلام إلى إقليم سفالة، (أي شمالي موزامبيق) قبل ألف سنة ولكن حالة المسلمين في تلك البلاد من الضعف والانحطاط بحيث يحتاج علاجها إلى جهود كثيرة وإلى وقت طويل. أيها الإخوان الكرام، لقد تفضلتم فاستمعتم إلى شيء من واقع الإسلام والمسلمين في أفريقيا، وإنني أرجو أن تتفضلوا بسماع بعض المقترحات التي أراها لعلاج الحالة المذكورة.

أولا – إنشاء صندوق إسلامي عالمي لتمويل الدعوة الإسلامية في أفريقيا يساهم فيه المسلمون على مستوى الحكومات والجمعيات والأفراد، خاصة وأن هناك من علماء المسلمين من يرون أن الإنفاق على الدعوة الإسلامية من الإنفاق في سبيل الله الذي هو وجه من أوجه مصارف الزكاة.

ونحن لا نشك مطلقا في أن الوقت الحاضر هو أنسب الأوقات للقيام بحملة إسلامية واسعة للدعوة والإرشاد، ونشر محاسن الإسلام أمام الإفريقيين من غير المسلمين، ذلك لأن الدين المسيحي الذي هو المنافس الرئيسي، قد ارتبط في أذهان كثير من أبناء أفريقيا بالاستعمار الأوربي، لأنه جاء إلى أفريقيا مع الرجل الأوربي، ونظرا إلى ضعف سلطان الاستعمار الأوربي، وبالتالي ضعف المنافس، فإن الفرصة سانحة الآن لنجاح الدعوة الإسلامية أكثر من ذي قبل. وذلك كله إضافة إلى ما هو معروف ومعلوم من أن الإسلام دين الفطرة، وهو ببساطته ووضوحه ويسره الدين الوحيد الملائم لكل زمان ومكان.