إن الشيوعية والقاديانية والبهائية مذاهب تعيش في رؤوس فريق من الناس مولعين بها يعملون على نشرها، ويجهدون في التبشير بها، حتى دخلت كل بيت، وغزت أكثر القلوب، وهذه المذاهب وإن لم يؤمن الناس كعقيدة إلا أن أفكارها وفلسفتها أصبحت تهيمن على عقول كثيرة.
فالشيوعية تنبذ كل الديانات، وترى أنها وسيلة يستغلها الأغنياء لبسط نفوذهم على الفقراء [٦٣] .
والقاديانية كرست جهدها في وقف حركة الجهاد التي أقضت مضاجع المستعمرين، والتي هي فريضة على المسلمين [٦٤] .
وأما البهائية فقد ألغت الصلوات الخمس، وأباحت لأتباعها ارتكاب الشهوات كيفما شاءوا في خمسة أيام قبل زمن الصيام، وحرمت على المرأة الحجاب، إلى غير ذلك مما أشاعته بين الناس [٦٥] .
ونحن نرى من هذا العرض أن هذه المذاهب حرب على الإسلام صراحة، ومع ذلك لا نرى فيها إلا نزرا يسيرا من البحوث والمؤلفات، وأغلب الظن أن الدعاة لم يطلعوا عليها، بل لم يسمعوا عنها.
إن ترك هذه المذاهب الفاسدة تنفث سمومها بين الناس، وتبيض وتفرخ في عقولهم جريمة لن يغفرها الله للدعاة إلا إذا بذلوا أقصى الجهد في فضحها وإيقاف المسلمين على حقيقتها وأسرارها حتى يتجنبوها ويكتفوا شرها.
وإن الأفضل للدعاة إلى الله أن يدرسوا هذه المذاهب، ويقفوا على خباياها ومكنوناتها، وأن يضعوا العلمية المرتكزة على الحقائق لدحضها وبيان فسادها، وينظموا المحاضرات والندوات لتعريف المسلمين بها وتحذيرهم من شرها، وذلك خير لهم من أن يهاجم بعضهم بعضا، أو يعلنوا الحرب على الدارسين الهلكى.
٥- البناء قبل الهدم من واجب الدعاة؛ لأنهم يريدون أن ينقلوا الناس من وضع سيئ إلى وضع حسن، ويخرجوهم من الضلال إلى الهدى.