ثم علقت على الموضوع، فقلت: الواجب في الدعوة إلى الإسلام اتباع منهج الرسول صلى الله عليه وسلم، وهو أن يكون الداعي نفسه عالما بالإسلام مطبقا لما علم، وأن يدعو الناس إلى الشهادتين ويفهمهم معناهما، ثم يشرح لهم مبادئ الإسلام ويطلب منهم الالتزام بها، ووجود قليل من الناس يفهمون الإسلام فهما جيدا ويطبقونه خير من العداد الكبيرة بدون ذلك، كما يجب أن يكون الهدف رضا الله تعالى، لا رئاسة ولا مغنما دنيويا، والمشروعات الإسلامية بعد ذلك سهلة إذا وجد الرجال، فإنهم سيقومون بها هم.
فاعترف الرجل أن أسلوبه في إسلام هؤلاء الناس كان خطأ ولذلك لم يبقوا على الإسلام كلهم، كما وعد بأنه سيسلك السبيل الذي أشرت إليه.
رافقنا بعد ذلك الأخ علي الزعبي السوري، أحد العاملين في المركز؛ فركبنا في المطار ونزلنا في المحطة الرئيسية لشركة ذلك القطار، وهي على قرب من الفندق الذي نزلنا به، وهذه المحطة تتكون من خمسة طوابق تحت الأرض، وذكر الأخ علي أن ثلاثة ملايين نسمة تنطلق من هذه المحطة يوميا إلى أعمالها، بخلاف المحطات الأخرى، ولا غرابة في ذلك فسكان مدينة طوكيو يبلغ عددهم ثلاثة عشر مليون نسمة.