ولعل هذه الصفة التي ذكرها الأخ علي خاصة باليابانيين، أما في الغرب فالذي سمعته هو الحرص الشديد من الجانبين العامل وصاحب العمل ألا يحصل أحدهما على شيء من الآخر دون مقابل.
ومن الأمور التي تلفت النظر أن ابتذال المرأة في اليابان أقل منه في الغرب؛ فلباس المرأة اليابانية أحسن من لباس المرأة الغربية، كما أن قلة الحياء في الغرب أكثر من ذلك في اليابان، وإن كان الشر موجودا فيهما جميعا.
ومن العادات الطيبة التي ذكر أنها موجودة هو أن المرأة اليابانية تخرج للعمل تقليدا للمرأة الغربية، ولكنها إذا تزوجت لزمت بيتها وقامت بواجب زوجها وأسرتها، وليتها تبقى على هذه العادة ولا تستمر في سلوك سبيل المرأة الغربية المعذبة.
وتمتاز شوارع طوكيو بكثرتها في اتجاه واحد؛ إذ تجد الشارع العادي على الأرض وتجد تحته شوارع في باطن الأرض، وهكذا تجد فوقه عدة شوارع من الجسور التي تكاد تقترب من سطوح بعض العمارات لكثرتها.
كما أن شوارعهم تمتاز بالجمال في تخطيطها الهندسي والمروري، وسبب كثرة الشوارع في داخل الأرض وفي أعلاها ضيق الأرض وكثرة السكان والسيارات، وشوارع اليابان فوق ذلك تظهر أكثر نظافة من شوارع بعض المدن الأمريكية.
والحقيقة أن التناسق والجمال يبدوان على أعمال اليابانيين، ولو كان في الوقت سعة للبقاء هناك لرأينا كثيرا مما يمكن أن يذكر على سبيل المثال، ولكن هذا الانطباع هو الذي خرجت به.
وبعد أن انتهينا من الاجتماع الذي تم مع جمعية مسلمي اليابان عدنا إلى الفندق، وكان الوقت متأخرا ونحن على أهبة السفر صباحا، وكان معنا الأخ عباس نبيل الذي وعدنا بأن يحضر بعد صلاة الفجر؛ ليصحبنا إلى المحطة التي يسمح للمودعين بالوصول إليها، ولكن الرجل نام فلم نره إلى الآن.