للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

استأجرنا سيارة لإيصالنا إلى المحطة المذكورة، وكان خروجنا من الفندق الساعة الخامسة صباحا يوم الجمعة الموافق ٢٣/٨/١٣٩٨هـ، وكنا في سيرنا نرى الشمس أمامنا تارة ووراءنا تارة أخرى، وعن اليمين مرة وعن اليسار مرة أخرى لكثرة التواء الشوارع.

وفي طريقنا حصل خطأ من بعض السائقين كاد سائق السيارة التي أمامنا أن يصطدم بسيارة المخطئ الذي كان أمامه، وكاد سائقنا أيضا أن يصطدم بالسيارة التي أمامه، ولشدة الضغط على المكابح (الفرملة) حصلت أصوات مزعجة من السيارة التي أمامنا ومن سيارتنا، ولكن أيا من السائقين لم يغط البوق، بل كأنه لم يحصل شيء، ولم يزد سائقنا أن التفت لنا وقال: عفوا عن الإزعاج الذي حصل.

ولو حصل مثل هذا عندنا لنزل السائقون الثلاثة بعد أن أزعجوا الناس بالأبواق وعطلوا سير الناس بترك سياراتهم في الطريق وقضاء مدة طويلة في الخصام، وربما في الخناق حتى يأتي جنود المرور لفك الارتباط بالوسيلة المناسبة.

وحصل أمر آخر يدل على ثبات جأش اليابانيين وعدم تأثرهم السريع، فقد كان سائقنا يقود سيارته، وكابحها اليدوي مربوط وهو لا يشعر، وعندما وصلنا إلى المحطة كان الدخان مرتفعا تكاد السيارة تحترق، وكنا نظن ذلك بسبب ربط كابح الرجل عندما حصل الخطأ في الطريق، ولم يزد السائق على أن قال لنا عندما رآنا نشفق على سيارته: لا تهتموا فالأمر سهل، وأخبرنا بسببه، ولو كان هذا السائق في بلادنا الشرقية لأخذ يصيح ويسب، وربما طلب زيادة في الأجرة لأننا السبب فيما حصل.

وبهذه المناسبة قص لي الزميل ما جرى بينه وبين سائق مصري أوصله إلى بيته في مصر يدل على مضمون هذا التعليق.

دخلنا إلى قاعة المحطة فلم نجد أحدا من الموظفين لأن وقتهم لم يحن بعد؛ فانتظرنا، وقبل أن يحين الوقت بخمس دقائق أخذ كل موظف مكانه.