ومتعلق الرؤية في هذه الآيات - ماعدا الآية الأخيرة - إخبار عن الله سبحانه وتعالى تبين فيما تبين أنه - جلت قدرته - خلق السموات والأرض بالحق، يعلم ما فيهن لا يخفى عليه شيء، له يسجد ما فيهن ويسبح، ينزل الماء من السماء فينشأ عن ذلك نعم ومنافع كثيرة مختلفة لا تحصى، ومن نعمه تعالى: تسخيره الفلك تجري في البحر بأمره وإحسانه، وإمساكه السماء أن تقع على الأرض، وأنه يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل، ويسخر الشمس والقمر كل يجري إلى أجل مسمى، وأنه تعالى يرسل الشياطين على الكافرين تهيجهم على المعاصي تهييجا؛ فلا يرجى منهم خير ولا يتوقع بر.
هذا ما تعلقت به الرؤية الواردة في هذه الصيغة قد سقته إليك على وجه الإجمال دون تفصيل.
وقد جاءت هذه الأخبار جميعا بـ (أن) اهتماما بما تضمنه ومزيد عناية به.
أما الآية الأخيرة آية الشعراء فمتعلق الرؤية فيها هؤلاء الشعراء الذين لم يؤمنوا بربهم ولم يعملوا الصالحات، وقد جاء قبل هذه الآية قوله تعالى:{وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ} ، وقد يشك في صحة هذا بعض الناس، وقد ينكره آخرون، فجاء الاستفهام التقريري مبينا أنه حق وصدق على وجه التوكيد والاستدلال، والمعنى - والله أعلم - هؤلاء الشعراء يتبعهم الغاوون لأنهم يهيمون في كل واد على غير هدى يتبعون الشهوات ويقولون بألسنتهم الكذب.
أختي العزيزة هل:
دعيني انتقل بك إلى الصيغة الثالثة من هذه الصيغ التي أدخل فيها على (لم) النافية الجازمة لمضارع (رأى) ، هذه الصيغة هي (ألم تر كيف) وقد جاءت هذه الصيغة في ثلاث آيات من آيات القرآن الكريم: