للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ثم أورد بعد ذلك آثارا من أقوال الصحابة والتابعين ليبين بها أن مذهب سلف هذه الأمة في آيات الصفات وأحاديثها إثبات معانيها لله عز جل من غير تكييف ولا تمثيل ولا تشبيه ولا تعطيل، بل على أساس قوله تعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} ، كما قال إمام دار الهجرة مالك بن أنس رحمه الله تعالى لمن سأله عن قوله تعالى: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} كيف استوى؟ فقال له: الاستواء معلوم، والكيف مجهول، والسؤال عنه بدعة، ثم قال: ولا أراك إلا مبتدعا وأمر بإخراجه.

وحين ظهرت بدعة الجهم واعتنقها كثير من الناس؛ لجهلهم بالكتاب والسنة هب علماء السنة للرد على هذه البدعة، ولبيان مذهب الحق في ذلك؛ أداء للأمانة ووفاء للعهد الذي أخذه الله على العلماء في بيان الحق وعدم كتمانه.