وقد ذكر عنه ما يأتي: قال: أنكر الجهمية قوله تعالى {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} ، وقد قال المسلمون لنبيهم صلى الله عليه وسلم: هل نرى ربنا يا رسول الله؟ فقال:"هل تضارون في رؤية الشمس.." الحديث، إلى أن قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تملأ النار حتى يضع الجبار فيها قدمه فتقول قط قط ويزوي بعضها إلى بعض"، وقال لثابت بن قيس:"لقد ضحك الله مما فعلت بضيفك البارحة"، قال: وذكر فصلا طويلا في المعنى [١١] .
ثم تابع ذكر أقوال العلماء في هذا الباب فذكر قول حماد بن زيد البصري الحافظ أحد الأعلام، وابن أبي ليلى، وسلام مقرئ البصرة، وشريك القاضي، ومحمد بن إسحاق ومسعر بن كدام أحد الأئمة [١٢] .
ثم قال: طبقة أخرى تالية لمن مضى.
فذكر جرير الضبي محدث الري، وعبد الله بن المبارك شيخ الإسلام، ونقل عنه فقال: صح عن علي بن الحسن بن شقيق، قال: قلت لعبد الله بن المبارك كيف نعرف ربنا عز وجل؟ قال: في السماء السابعة على عرشه ولا نقول كما تقول الجهمية إنه هاهنا في الأرض [١٣] .
ثم ذكر أقوال عدد من العلماء إلى أن قال:
طبقة الشافعي وأحمد رضي الله عنهما: روى شيخ الإسلام أبو الحسن الهكاري، والحافظ أبو محمد المقدسي بإسنادهما إلى أبي ثور وأبي شعيب كلاهما عن الإمام محمد بن إدريس الشافعي ناصر الحديث رحمه الله تعالى قال: القول في السنة التي أنا عليها ورأيت عليها الذين رأيتهم مثل سفيان ومالك وغيرهما، إقرار بشهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، وأن الله على عرشه في سمائه يقرب من خلقه كيف شاء، وينزل إلى السماء كيف شاء، وذكر سائر الاعتقاد [١٤] .