وكذلك استمر في ذكر أقوال العلماء إلى أن ذكر أبا الحسن الأشعري فقال: قال الإمام أبو الحسن علي بن إسماعيل بن أبي بشر الأشعري البصري المتكلم في كتابه الذي سماه (اختلاف المصلين ومقالات الإسلاميين) ، فذكر فرق الخوارج والروافض والجهمية وغيرهم إلى أن قال:(ذكر مقالة أهل السنة وأصحاب الحديث جملة) فقال: قولهم الإقرار بالله وملائكته ورسله وبما جاء عن الله، وما رواه الثقات عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يردون من ذلك شيئا، وأن الله على عرشه كما قال:{الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} وأن له يدين بلا كيف، كما قال:{لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيّ} ، ويصدقون الأحاديث التي جاءت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إن الله ينزل إلى السماء الدنيا فيقول: هل من مستغفر؟ "، ويقرون أن الله يجيء يوم القيامة كما قال:{وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفّاً صَفّاً} .
ثم قال: وقال الأشعري في كتاب (الإبانة عن أصول الديانة) في باب الاستواء: فإن قال قائل ما تقولون في الاستواء؟ قيل نقول: إن الله مستو على عرشه كما قال: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} ، وقال:{إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ} وقال: {بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ} .