للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ولقول الجهم هذا الذي أحدث تصدعا في صفوف المسلمين وفرّق كلمتهم وجعلهم فرقا وأحزابا، هبّ علماء السلف في الرد عليه وبيان فساد آرائه.

فممن رد عليه وفند أقواله وبين زيفها:

- الإمام أحمد بن حنبل (٢٤٥) إمام أهل السنة وقامع البدعة بما جاء في كتابه الرد على الجهمية والزنادقة، وهو ما سبقت الإشارة إليه.

- ثم جاء البخاري محمد بن إسماعيل؛ ردّ على الجهمية القائلين بخلق القرآن بكتابه خلق أفعال العباد؛ فقد رد فيه على الجهمية التي تشمل المعتزلة والجهمية الأولى.

- وابن قتيبة عبد الله بن مسلم بن قتيبة (٣٧٦) ؛ فقد رد على الجهمية بكتابه (الاختلاف في اللفظ والرد على الجهمية والمشبهة) ، كما بين المذهب الحق في أحاديث الصفات حيث قال: وعَدْل القول في هذه الأخبار أن نؤمن بما صحّ منها بنقل الثقات لها؛ فنؤمن بالرؤية والتجلي، وأنه يعجب وينزل إلى السماء، وأنه على العرش استوى، وبالنفس واليدين من غير أن نقول في ذلك بكيفية أو بحد أو أن نقيس على ما جاء ما لم يأت، فنرجو أن نكون في ذلك القول والعقد على سبيل النجاة غدا إن شاء الله [٢٥] .

- والإمام أبو سعيد الدارمي المتوفى سنة ٢٨٠هـ، فقد ألف كتابا في الرد على الجهمية، وهو من أقوى ما كتب في الرد على الجهمية أسلوبا ومنهجا، وأمتنها حجة مستندا إلى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، ومثله كتابه في الرد على بشر المريسي وهو بشر بن غياث بن أبي كريمة أبو عبد الرحمن المريسي وقد سماه جهميا، وغير هؤلاء من علماء السلف [٢٦] .

نسبة الكتاب إلى ابن مندة:

جاء على ظهر الكتاب ما يأتي:

(الرد على الجهمية تأليف أبي عبد الله محمد بن إسحاق بن محمد بن يحيى بن مندة الحافظ) .

وقال فؤاد سزكين في تاريخ التراث ص ٥٢٩: رفان كوشك رقم ٥١٠/ ٥ من ورقة ٥٥- ٦٦، ١٠٨٤هـ.