إن المأكولات الطازجة والخبز الجاف، والخضروات تحتاج لقوة المضغ، وتحريك الفكين ونشاط الخلايا وسلامة الأسنان، فلو أننا نظرنا إلى أجدادنا لوجدنا أنهم كانوا أكثر صحة ونشاطا منا، فقد عاشوا على طبيعتهم، فأكلوا من الطيبات غذاءهم الطبيعي، وكل ما هو صعب ذللوه بقوة إيمانهم وبجهدهم وتفكيرهم، فلم يصعب أمام قوة إيمانهم شيء، أما نحن الآن وقد استسهلنا كل شيء، وتعودنا الكسل، فأصبح الطعام اللين الذي لا يحتاج لقوة المضغ والبلع هوايتنا، وأخذ منا أولادنا هذه العادات؛ فنادرا ما تجتمع الأسرة الآن على فطور واحد في الصباح الباكر، بل أخذ التلميذ ما يسمى بالسندويتش، وأعطي آخر المصروف ليشتري فطائر الحلوى والشيكولاتة وخلافه، أكلنا جميعا الهين اللين الذي لا يحتاج لتمرين عضلات الفم وتنشيط الأنسجة، والقاعدة أن الخمول يؤدي إلى الضعف والشلل، والحركة والتمرين تساعد على النشاط والبناء وقدرة الجسم على المناعة ضد الأمراض، وتكون النتيجة انتشار أمراض الفم وتسوس الأسنان بين الأطفال، ونحن نجد أطفالا صغارا لم يتجاوزوا لخامسة من عمرهم يشتكون من التسوس والتهاب الفم والتقرح والتقيحات باللثة، وربما يؤدي ذلك إلى خراج باللثة وتحت الأسنان، وبذلك نرى خلع الأسنان للأطفال بنسبة كبيرة، علما بأن الخلع المبكر له أضراره الكثيرة التي تؤثر على نمو الفكين وعلى سلامة الفم وصحة الجسم، وتؤثر أيضا على نمو وسلامة الأسنان الدائمة في الكبر.