وهناك نوع آخر من الإحساس هو الإحساس العميق (حس الأعضاء والعضلات والعظام) ، وهذا من عمل المخيخ حيث يقوم بالمحافظة على اتزان الجسم وانسجام حركاته، وأي خلل بسيط يصيب المخيخ يعطل هذا التوازن فيضطرب المشي، وترتجف الأطراف، وتتقطع الكلمات، وعندما جربوا تخريب المخيخ في الطيور ثم ألقيت في الهواء سقطت كالجسم ليس فيها حراك، مع أنها تبصر ما يحل بها؛ لأنها لا تستطيع أن تنظم حركات أجنحتها.
ثالثا: الجهاز العصبي الذاتي:
وهو مجموعة من الأعصاب تنقسم إلى مجموعتين كل منهما يناقض الآخر:
المجموعة الأولى: تسمى بالأعصاب الودية أو التعاطفية:
وهذه تنشط في حالات الغضب أو القتال حيث ترسل الإشارات إلى المخ وتترجم لمواجهة الموقف بأقصى سرعة؛ فتقوم تلك الأعصاب بدورها العجيب من توفير للرؤيا (حيث تتسع حدقة العين) ، وتوفير الغذاء (فيدفع السكر من مخازنه لكي تحرقه وتحوله إلى طاقة) ، وتوفير الهواء (حيث يزداد عمق التنفس) ، وتوفير الدم (حيث تزداد سرعة الدورة الدموية) .
إنه الاستعداد التام السريع لمواجهة الخطر المفاجئ، إسراع في ضربات القلب، اندفاع الدم بسرعة إلى الأوعية الدموية، ارتفاع في ضغط الدم، انتفاخ في الأوداج، إفراز للعرق، ازدياد في عمق التنفس، حالة شديدة من الغيظ، وتثور شهوة الغضب، فإذا استطاع الإنسان أن يقهر نفسه بحلمه، ويصرعها بثباته، فإنه يكون كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم:"ليس الشديد بالصرعة؛ إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب"[١] ، وقد بينت الشريعة الإسلامية الطرق العديدة لمواجهة حالة الغضب هذه كما يلي: