أ- بالقول: وهو الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم، كما جاء في الحديث أنه استب رجلان عند النبي صلى الله عليه وسلم حتى عرف الغضب في وجه أحدهما؛ فقال النبي عليه الصلاة والسلام:"إني لأعلم كلمة لو قالها لذهب عنه ما يجد؛ لو قال: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ذهب عنه ما يجد"[٢] .
ب- بالوضوء: وذلك كما جاء في الحديث الذي رواه أبو وائل القاص حيث قال: دخلنا على عروة بن محمد السعدي فكلمه رجل فأغضبه فقام فتوضأ؛ فقال: حدثني أبي عن جدي عطية قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الغضب من الشيطان، وإن الشيطان خلق من النار، وإنما تطفأ النار بالماء، فإذا غضب أحدكم فليتوضأ"[٣] .
ج- بتغيير وضع الجسم عند حدوث الغضب، وذلك كما جاء في الحديث الذي رواه أبو ذر الغفاري حيث قال: قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا غضب أحدكم وهو قائم فليجلس، فإن ذهب عنه الغضب وإلا فليضطجع"[٤] .
وقبل كل هذا نتذكر الوصية العظيمة التي جاءت في الحديث الصحيح الذي أخرجه البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: إن رجلا قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم أوصني ولا تكثر علي أو قال: وأقلله لي كي لا أنسى، قال:"لا تغضب".
المجموعة الثانية: الأعصاب نظير الودية:
وهي تنشط في حالات الأمان والهدوء والاسترخاء، عندئذ ينشط الجهاز الهضمي وتزداد الإفرازات، وتبطئ حركات القلب، ويقل التنفس.
وهكذا يظل الجسم في حالة اتزان عجيبة ما بين جهاز يسرع (إذا جاء الخوف والغضب) وما بين جهاز يبطئ (إذا جاء الاسترخاء والهدوء) ، والإنسان لا يتحكم في هذا ولا ذاك، ولو حدث أي خلل في ذلك الاتزان المتقن لكانت له ويلاته الوخيمة التي يضيق المجال عن ذكرها، وصدق الله العظيم إذ يقول:{وَكُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بِمِقْدَارٍ} الرعد / ٨.