إن واجب الشباب أن تتفتح بصيرته على الهدى والأخلاق الحسنة، وأن يبتعد عن سفاسف الأمور، وأن يتخذ لنفسه مثلا أعلى يعمل جاهدا على تحقيقه.
والمثل الأعلى له مجالات واسعة ففي كل حقل لابد أن يكون فيه من يستحق أن يكون مثلا أعلى.
وخير الأمثلة العليا للشباب المسلم الصحابة الكرام الذين قال عنهم الرسول - صلى اللهعليه وسلم -: "أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم".
وسير الصحابة نماذج عالية من علو الهمة ومن البذل ومن التضحية ومن محاسبة النفس ومن التمثل والتحلي بمحاسن الأخلاق ومن الاستهانة بزخرف الحياة الدنيا ومن الحرص على كل ما يرضي الله سبحانه ما إن تمسك به الشباب لاستقام توجيههم، ولتطبعت نفوسهم على هذه الصفات والمزايا ولحسن مردودهم وصلحت عاقبتهم.
وبعد ذلك يحق لهذا الشباب أن ينطلق في ميادين الحياة جميعها متسلحا بهذه الأخلاق الحسنة والصفات الممتازة، وأن يكون مثلا فيها لمن يعاشره أو يعمل معه أو يتصل به.
ذلك لأننا مفتقرون إلى هذه العناصر المثالية، ولا يستطيع تأمينها إلا الشباب فيما إذا وعوا هذه الحقيقة.
والشيء الذي يساعد الشباب على تأدية رسالته في كل ميدان يقتحمه هو محاسبته لنفسه وتحققه من صحة المنطلق الذي باشر السير فيه.
وهذه المحاسبة لها أهميتها، لأن الشباب لا يعدم من نفسه أو من أصدقائه أو من معارفه أو من محيطه من يجعله موضع موازنته وقياسه، وسبل النجاح مفتحة لكل من يريد سلوكها، ولكنها تحتاج إلى همم عالية وإلى إرادة وعزم وإلى تصميم ومباشرة وإلى صبر ودأب.