للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

جاء الإسلام وعدد من يقرؤون ويكتبون من قريش سبعة عشر رجلا؛ منهم عمر بن الخطاب وعثمان ابن عفان وعلي بن أبي طالب من الراشدين، وقلة من النساء منهن حفصة وأم كلثوم من زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم وعائشة التي كانت تقرأ المصحف ولا تكتب، وكذلك أم سلمة، ومنهن الشفاء بنت عبد الله العدوية معلمة حفصة، وأما في المدينة فلم يزد عددهم من الأوس والخزرج على أحد عشر رجلا، وكان بعض اليهود يقومون بتعليم صبيان يثرب بعد أن تعلموا العربية، ولقلة الرجال الذين يكتبون آنذاك كان لقب (الكامل) يطلق على من تعلم الكتابة والرماية والعوم؛ فلقب بذلك سعد بن عبادة سيد الخزرج، وأسيد بن حضير وعبد الله بن أبي، وكان ممن كتبوا للرسول صلى الله عليه وسلم في المدينة أبي بن كعب وزيد بن ثابت وعبد الله بن سعد بن أبي سرح وعثمان بن عفان وشرحبيل بن حسنة وأبان بن سعيد والعلاء الحضرمي ومعاوية، ولم يكن تشجيع الرسول صلى الله عليه وسلم قاصرا على تعليمهم القراءة والكتابة لصبيان المدينة كما حدث مع أسرى بدر، بل طلب من زيد بن ثابت أن يتعلم كتاب اليهود لأنه لا يأمنهم على القرآن، فعرف كتابتهم، كما طلب منه أن يتعلم السريانية قائلا له: إني أكتب إلى قوم فأخاف أن يزيدوا علي أو ينقصوا فتعلمها في مدة وجيزة..

ولعلنا نستطيع أن نقول بنوع من التجاوز: إن أول مدرسة في تاريخ الإسلام هي تلك المدرسة التي كانت في دار الأرقم بن أبي الأرقم في مكة؛ حيث ربى فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه تربية لم تتوفر في تاريخ البشرية، بالرغم من أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد ترك بعده المصدرين الأساسيين للدعوة والتربية، وهما القرآن الكريم وسنته زيادة على سيرته العطرة.