للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقد قسم الغزالي العلوم إلى علوم محمودة ومذمومة، ولكل منهما أقسام وأحكام.

وسنتحدث بالتفصيل عن ذلك كله عندما نتحدث عن جهود هؤلاء العلماء وإسهاماتهم في ميدان التربية.

وإذا استعرضنا أهم الأمكنة التي قامت بمهمة التربية والتعليم في القرنين الثالث والرابع نجد الجامع الأموي بدمشق، والذي بناه الوليد بن عبد الملك، وكانت حلقات الدرس فيه مختلفة؛ إذ كان للمالكية فيه زاوية وكذلك للشافعية، وكان للخطيب البغدادي حلقة يجتمع الناس إليه ليقرأ لهم دروسا في الحديث، ولم يقتصر المنهج فيه على العلوم الدينية، بل شمل العلوم اللغوية والأدب والحساب والفلك؛ يفدون من كل مكان.

وكذلك جامع المنصور في بغداد، والذي بناه أبو جعفر المنصور، وكان الكسائي يجلس فيه لتدريس علوم اللغة.

والجامع الأزهر الذي أنشأه جوهر الصقلي، واكتمل بناؤه في ٣٦١هـ، وأصبح منارة للطلاب من البلاد الإسلامية كلها حيث يدرسون علوم القرآن والسنة.

أما المدرسة النظامية في بغداد فقد تم بناؤها في ٤٥٩هـ، وهي تنسب إلى منشئها الوزير العالم الفقيه نظام الملك الذي أنشأ غيرها من المدارس في كل البلاد، وقد درس فيها الشيخ أبو إسحاق الشيرازي.

أما المدرسة النورية الكبرى بدمشق؛ فقد قال عنها ابن جبير (تبعد تلك المدرسة عن الجامع الأموي بنصف ميل تقريبا، ومساحتها ١٥٠٠ متر مربع بالتقريب، وبها بيت خاص لمدرسي المدرسة، وأهم مكان بها قاعة للمحاضرات، وهي قاعة كبيرة تسع عددا كبيرا من الطلاب، وبالمدرسة مسجد مفتوح لمن يرغب في العبادة، وهناك استراحة للمدرسين ومساكن للطلبة المقيمين بالقسم الداخلي، ومسكن لخادم المدرسة، ودورة للمياه ومخزن للأدوات الزائدة بالمدرسة.