وإن مطالبة الشعوب الإسلامية بالعودة إلى تحكيم كتاب الله وسنة رسوله، في جميع شؤون حياتها وما لُمِس من بوادر استجابة لتحقيق هذه الرغبة من رؤساء هذه الشعوب المسلمة، كما جاء في مقررات مؤتمر القمة الإسلامي الذي عقد في مكة المكرمة، يحتم على رجال الدعوة الإسلامية أن يضعوا منهجاً موحداً يضمن للأمة سلامة طريقها في عودتها إلى تطبيق شريعة الله التي ارتضاها لعباده، وإن على رؤساء الجمعيات وأصحاب النشاط البارز في توجيه الشباب، والذين يدعون جميعا إلى تحكيم شريعة الله أن يوحدوا طريقهم، ويجمعوا كلمتهم، ويبتعدوا عن النزاع الذي يعقبه الفشل المحتوم كما قال تبارك وتعالى {وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ} الأنفال/ ٤٦..
فيكفي الأمة الإسلامية ما عانته من فشل "والمؤمن لا يلدغ في جحر مرتين"وقد لدغ المسلمون مرات. ولا يمكن أن توحد الكلمة إلا أن يكون هناك مرجع تحتكم الفئات المختلفة في وجهات نظرها إليه، ولا مرجع لأمة محمد صلى الله عليه وسلم في هذا الأمر -وكلهم بحمد الله يدعون إلى الكتاب والسنة- إلا برجوعهم إلى منهج خلفائه الراشدين الذين حثنا رسول الهدى على التمسك بسنته، وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعده حيث قال:"عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي عضوا عليها بالنواجذ".