"والقرآن يستخدم القصص لجميع أنواع التربية والتوجيه التي يشملها منهجه التربوي: تربية الروح، وتربية العقل، وتربية الجسم، والتوقيع على الخطوط المتقابلة في النفس، والتربية بالقدوة والتربية بالموعظة"[٨] والقصة لها تأثير كبير في نفوس الصغار والكبار ولها القدرة على إثارة العواطف والانفعالات والإقناع الواقعي والعقلي والتوجيه نحو التفكير والتأمل، فالله سبحانه استعمل القصة في القرآن كثيراً ليتعظ الناس منها وليثبت الرسول صلى الله عليه وسلم- {وَكُلاً نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ}(هود/١٢٠) ، {لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لأُولِي الأَلْبَابِ}(يوسف/١١١) ، وهي كما أنها للعبرة تدعو إلى التفكير {فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ}(الأعراف/١٧٦) ، وقد أورد القرآن قصص الأنبياء لبيان الحق والباطل وموقف البشر من أنبيائهم والمكذبين بالرسالات والرسل وقصة البشرية ممثلة في قصة آدم وقصصا تمثل النفس الإنسانية في حالاتها المختلفة من الضعف والقوة والرغبة والرهبة والعدل والظلم والإيثار للحق والتمسك بالعفة. وتهدف هذه القصص كلها من الناحية التربوية إلى:
١- حال البشرية وموقفها من الرسالات والرسل وفيها عظة وعبرة للناس وتقوية وتثبيت للرسل.
٢- وجوب إيثار الحق على الباطل مهما عظم وتجبر وتوعد واللجوء إلى الله كما في قصة أصحاب موسى.
٣- نموذج للشباب في العفة والتمسك بها ومراقبة الله والصمود أمام الشهوات والرغبات كما في قصة يوسف وآدم.
٤- نماذج من لحظات الضعف البشري حينما يستسلم لها الإنسان وينسى كما في قصة آدم، أيضاً موسى وفتنة سليمان وداود.