* وحتى الآن نكاد نقتصر في فقراتنا الآنفة على مجرد العرض النظري، ومن حق الناظر فيها أن يسأل: وأخيراً ما السبيل إلى ترجمة هذه المقترحات إلى الأعمال؟
وهنا ننتهي إلى الغاية التي نعتقد أنها أهم الوسائل إلى تحقيق ذلك وأكثر منه بفضل الله.
في نهاية البحث ختمتُ به محاضرتي في موضوع الأدب الإسلامي قبل عشر سنوات قلت:"إن أقرب السبيل لإخراج هذا الحلم إلى حيز الواقع تأليف لجنة تحضيرية تتولى الدعوة إلى مؤتمر للأدباء الإسلاميين يخطط لمستقبل الأدب، الذي لابد منه في هذه الفترة الحرجة من حياة العالم الإسلامي، وعن هذا المؤتمر ينبثق النادي الدائم باسم (نادي القلم الإسلامي) وإلى عضويته ينتسب كل مؤمن بأهدافه، التي يجب أن تحدَّد في دستور مستوحى من التصور الإسلامي المحض، بحيث يصبح كل عضو منتسب ملتزماً بإقامة أدبِه على أساس من ذلك الدستور، حتى إذا انحرف عن سبيله نُزعت عنه عضويته، ومفروض في هذا النادي أن يضم شمل أدباء الإسلام في سائر أقطارهم، ويجمعهم في مؤتمرات دورية لدراسة ما جدَّ وما ينبغي أن يجدَّ من العمل، وبديهي أن هذا يقتضي وجود مكتب دائم للنادي يظل في انعقاد دوري، ليعمل على متابعة مقرراته واستطلاع آراء أعضائه في كل طارئ، ويتولى تنسيق مجهوداتهم، ليتمكنوا من أداء واجبهم في توعية الشعوب الإسلامية توعية تُبَصِرها بما يراد لها، وما يجب عليها، ويُحَصَّنُها من السقوط من حبائل الختالين من أصحاب الشمال واليمين".
وها نحن أولاء في هذه الندوة المباركة نحقق الجانب الأول من هذه الأماني، ويبقى الجانب الآخر وهو تكوين (نادي القلم الإسلامي) ووضع دستوره المحكم.
أما مقر هذا النادي فيقرره المؤتمرون، وإن كنت من الموقنين أن مقره الطبيعي هو الجامعة الإسلامية في مدينة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ، حيث وضع القدر أول لبنة في بناء الأدب الإسلامي العظيم.