وقد جاءت هذه الصيغة أيضا وقد أسند فيها مضارع "رأى " إلى ما يدل على جمع هو اسم الموصول (الذين) في قوله تعالى: {أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ كَانَتَا رَتْقاً فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلا يُؤْمِنُونَ} الآية (٣٠) من سورة الأنبياء.
وقد جاءت هذه الصيغة أيضا وقد أسند فيها مضارع " رأى " إلى اسم جنس يفيد العموم بسبب اقترانه بـ (أل) الجنسية وهو الإنسان [١](١) في قوله تعالى: {أَوَلَمْ يَرَ الإِنْسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ} . الآية (٧٧) من سورة ياسن.
وعلى هذا تكون هذه الصيغة قد جاءت في ثلاث عشرة آية.
هذه الآيات الكريمة الثلاث عشرة المتقدمة منها ما يتضمن بعض آثار قدرته سبحانه وتعالى الدالة على أنه واحد لا شريك له، ومنها ما يرد على منكري البعث ويقيم الدليل على قدرته تعالى على أن يحي الناس مرة ثانية يوم القيامة، ومنها ما يذكر أنواعا من النعم تفضل الله بها على عباده، وفي الآية الأولى ذكر تعالى قوم موسى الذين اتخذوا عجلاً صنعوه من الحلي بأيديهم إلهاً وكانوا ظالمين.
ومعنى همزة الاستفهام في هذه الصيغة الواردة في الآيات الثلاث عشرة المتقدمة، معناها: الإنكار والتوبيخ، ينكر الله سبحانه وتعالى على الكافرين ويوبخهم ألاَّ يروا رؤية تدبر وتبصر ما تضمنته هذه الآيات من آثار قدرته تعالى التي تؤدي إلى الإيمان بأنه واحد لا شريك له.
وينكر عليهم سبحانه وتعالى ويوبخهم ألاَّ يروا ما تضمنته من أدلة تؤدي إلى الإيمان بقدرته تعالى على أن يبعث الموتى وهو الذي خلق السموات والأرض وما فيهن وخلق هؤلاء المنكرين أنفسهم من نطفة.