ثم ذهبنا بعد ذلك إلى السوق لقضاء بعض الحاجات الخفيفة والمطر ينهمر والناس يمشون في الشوارع وعلى رؤوسهم المظلات ولو قعدوا في بيوتهم انتظارا للصحو لما قضوا حاجاتهم لاستمرار نزول المطر، ومع شدة نزول المطر واستمراره لا تجد في الشوارع ما يبلل ثوبك، بل كأن المطر لا ينزل إلا لتنظيف الشوارع لأن الشوارع شبه مسنمة وبجانبها مجاري تصريف الماء الذي لا يقع في الشارع إلا ليهبط إلى المجرى. تذكرت عندئذ كيف تنطفئ سياراتنا في شوارعنا إذا نزل مطر كثير نسبيا والمطر عندنا نادر فقلت: أما درس مهندسون في بلاد الغرب فيكون تخطيطهم مثل هذا - التخطيط؟
عدنا بعد ذلك إلى الفندق، وتواعدنا على اللقاء غداً الأحد صباحا لنجتمع ببعض المسلمين في أحد المساجد التي يجتمع فيها المسلمون يوم الأحد من أجل تقديم النصح لهم والإجابة على أسئلتهم.
وفي يوم الأحد ٢٥/ ٨/ ١٣٩٨ هـ. تأخر عنا الأخ محمد أحمد كثيراً، ثم اتصل بنا معتذرا من كثرة الأمطار وعدم وجود مواصلات ووعدنا أنه سيصل في أقرب وقت ممكن. وجاءنا بعد ذلك، ومعه الأخ مظهر السيد، وقالا: الاجتماع في المسجد معتذراً لعدم استطاعة الناس الاجتماع فيه من شدة المطر وتفرق أماكنهم.
لذلك نزلنا إلى السوق قليلا ثم ذهبا بنا إلى مطعم باكستاني يقدم للمسلمين الطعام الحلال فتناولنا فيه الطعام وكان الأخ مظهر اتصل ببيته فأفاده أهله أن ابنه الصغير سقط من على السرير وأنه ينزف دما، فهمس للأخ محمد وأخبره بذلك، فقال له الأخ محمد: يجب أن تذهب لتنظر ما إذا كان يحتاج إلى إسعاف فلم يرضى فأخبرنا الأخ محمد فألححنا عليه أن يذهب، وبعد إلحاح ذهب وهو مكره، لأنه أحب أن يودعنا عند السفر.
واتصل الأخ محمد بأهله وطلب منهم زيارة بيت الأخ سيد لمؤانسة أهله ومساعدتها إن احتاجت، ثم اتصل يعد ذلك للاطمئنان على صحة الطفل فأفادوه أنه طيب فحمدنا الله على ذلك.