وفي الساعة الحادية عشر جاء إلينا الأخ خليق فأخبرنا أن والده في انتظارنا ليصحبنا إلى دار العلوم، فحسبنا المسؤولين في الفندق وأخذنا حقائبنا ليوصلها الأخ خليق إلى منزلهم، لأنا سنسافر مساء اليوم إلى لاهور، على أن يقابلنا الأخ خليق بالحقائب مساء الخميس في مطار كراتشي.
متخمون وعالة:
وعندما خرجنا إلى والد الأخ خليق الذي كان ينتظرنا في السيارة وجدنا بعض الفقراء موجودين يتوسمون فينا قضاء بعض حاجتهم، وكانوا يلحون في الطلب، فسألت الدكتور إذا كان عنده شيء يمكن أن يساعدهم به وعندما رأوه يدخل يده في جيبه أخذوا يتزاحمون ويتدافعون فأعطاهم وكانت عجوز مسنة تمد يدها ففاتها أن تنال شيئا فأخذت تصرخ وتضارب بعض الذين نالوا شيئا. وهكذا وجدنا حالة الناس في باكستان بائسة جدا، إذ لم يجد بعضهم المأوى، فرأينا من ينام تحت قطعة قماش ربطت على أربعة أخشاب جوانبها لا يسترها شيء، ومنهم من ينام تحت الأشجار ومنهم من ينام تحت الجسور.
وسبب ذكري لهذا الأمر هو التنبيه على حالة بعض المسلمين في الشعوب الإسلامية، مع أن الناس من شعوب أخرى يلتمسون ما يهضم لهم الأكل الذي أصيبوا من كثرته وتنوعه بالتخمة وبالأمراض الكثيرة التي تستدعي العلاج والاستشفاء ويرمي الطعام في آنية القمامة فتأكل منه الحيوانات ويزيد، مع أن الآخرون لا يجدون لقمة العيش بسهولة.
بعد هذا كله قلت: ترى لو أن للمسلمين خليفة واحدا ترتفع راية خلافته على كل بلاد من بلدانهم أترى كان يحصل هذا التفاوت العظيم.
وهنا رجوت لدعوة التضامن الإسلامي أن تحقق أمل المسلمين في كل مكان.
في دار العلوم:
ذهبنا بعد ذلك إلى دار العلوم، وهي في ضاحية من ضواحي كراتشي حيث تم اللقاء بالأمين العام للدار، ونائب المدير العام وبعض أساتذة الحديث الشريف في الدار.