قمنا توضأنا ولبسنا وذهبنا معه، وكان وصولنا في وقت آذان الظهر دخلنا المسجد الذي يقع بجوار بيت والده، بل في داخل الحائط الدائر حول المنزل. وجاء والده واسمه مفتي رشيد أحمد إلى المسجد فرحب بنا وأقيمت الصلاة فصلى بالناس إماما.
ثم قام وطلب منا الدخول معه إلى منزله، فدخلنا في غرفة الاستقبال التي يجتمع به فيها تلاميذه وضيوفه، وفيها بعض الكتب من المراجع الإسلامية ومن مؤلفاته وفتاواه. والرجل يحب العزلة إلا في مذاكرة العلم، ويكثر من ذكر الله تعالى فبدأ في مذاكرة بعض المسائل العلمية، ومنها كيفية تحديد القبلة بمناسبة رحلتنا الطويلة التي كانت حول الأرض في مشارقها ومغاربها وكذلك تحديد أوقات الصلاة، وتحديد الأهلة، وله إلمام طيب بعلم الفلك وله في ذلك مؤلفات، تأتيه الفتاوى من داخل باكستان ومن خارجها فيجيب عليها.
ومن الأمور التي ينتقدها التبكير بصلاة الفجر في الحرمين الشريفين كما قال: فقلت له: إننا نصلي في المسجد النبوي، ونخرج والصبح مسفر جدا أما في المسجد الحرام فلم أنتبه له، وهو ينتقد تقويم أم القرى ويرى أنه مأخوذ عن تقويم أجنبي غير سليم ولذلك لابد من إعادة النظر في ذلك.
وكان من الحاضرين في مجلس الشيخ الأستاذ محمود أمين عام دار العلوم الذي طلب منا زيارة الدار غدا الثلاثاء فلبينا الطلب.
وبعد أن تناولنا طعام الغداء عدنا إلى الفندق وفي هذا اليوم تم الحجز في الخطوط الباكستانية ذهابا وإيابا إلى لاهور لزيارة الجماعة الإسلامية هناك، كما تم الحجز في الخطوط السعودية من كراتشي إلى جدة يوم الجمعة الموافق ٣٠/ ٨/ ١٣٩٨ هـ.
وفي يوم الثلاثاء ٢٧/ ٨ زارنا بالفندق الأخ عبد الله كاكاخيل الذي يعمل الآن مدرسا في نيجريا، والأخ عبد الرزاق إسكندر، وكلاهما كانا من زملائي في الجامعة الإسلامية إذ تخرجنا معا في ٨٥-١٣٨٦ هـ.