وسألت الأستاذ خليل الحامدي عن الدار التي يسكن فيها الأستاذ المودودي بأسرته أهي ملك له أم مستأجرة؟ فأجاب عندما انفصلت الباكستان عن الهند أقام أعضاء الجماعة الإسلامية المخيمات في مدينة لاهور، ثم استأجرت الجماعة هذه الدار منذ ثلاثين سنة، وأخذ الأستاذ المودودي شقة منها لأسرته وكان يعطي الجماعة أجرتها سنويا، وعندما ارتفعت الأسعار كان هو يزيد باستمرار، ويقول: كما يزيد الناس في الأجرة فأنا يجب أن أزيد.
وفي عام ١٩٧٣ اشترى المنزل فأصبح ملكا له، بعد أن اشترى للجماعة الأرض التي أقيمت عليها مدينة المنصورة حاليا.
وقد تنازل الأستاذ المودودي عن إمارة الجماعة بصفة رسمية ولكن الجماعة لازالت تتجمع حوله كما يتجمع خلايا النحل على يعسوبها يستشيرونه في أمورهم المهمة، وهو ينصح ويشير [١] .
وفي طريقنا إلى المنصورة تعطلت بنا السيارة، فاستأجرت سيارة لإيصالنا، وعندما ركبنا نزل السائق وهو شيخ كبير السن مثل سيارته فأخذ يغلق الأبواب بقوة ليطمئن أنها أغلقت، والظاهر أنها لا تغلق إلا بمثل تلك القوة، لأنها مصلبة، كبقية هيكلها وأخذت ترتفع منها أصوات ضربات حديدها بعضه ببعض، وعندما أظلم الليل سألناه إن كان عنده نور فمال بسيارته إلى جانب الطريق ونزل منها ففتح غطاء الماكينة وأشعل النور من هناك بسبب عدم اتصال النور بالزر الذي عنده في داخل السيارة.
وهنا تواردت الذكريات السودانية على الزميل الدكتور محمد بيلو فقال: كأننا في السودان، ثم شرح ذلك بحالة السيارات في السودان بأنها لا تختلف عن هذه، ولقد وصلنا إلى مدينة المنصورة في تلك السيارة والحمد لله.
وفي صباح يوم الخميس الموافق ٢٩/٨/١٣٩٨هـ. بعد أن تناولنا طعام الإفطار تم اللقاء مرة أخرى بالأستاذ خليل الحامدي الذي زودنا ببعض مؤلفات الأستاذ المودودي.