للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

دخلنا غرفة الأستاذ المودودي، وهو يقعد على كرسي عادي، بجانبه بعض الكراسي المشابهة للزوار، فسلمنا عليه ورحب بنا، وجعلت أحييه وأنا أنظر إلى هذه الغرفة التي ملئت بالمصادر الإسلامية باللغة العربية والإنجليزية والأردية وعن يساره من الجهة الشرقية الشمالية من الغرفة يوجد الباب الذي يدخل منه ويخرج إلى غرفة نومه ومنها إلى هذه الحجرة وعندما سألناه عن حاله أجاب بقوله: الحمد لله، اشتدت علي الآلام من مدة سبعة شهور حيث أشعر بأنني مشلول النصف الأسفل، وعمر الرجل خمس وسبعون سنة، كان أغلبها في جهاد وكفاح مريرين ولا زال الرجل يجاهد ويكافح. إذ يقضي ثماني عشرة ساعة يوميا في العمل كما أفادنا الأستاذ خليل الحامدي.

وكانت عندي بعض الأسئلة تتعلق بنقد بعض العلماء في الباكستان للمودودي كنت أود أن أسأله عنها ولكنه في تلك الحال لا يتحمل كثرة النقاش وإطالة الكلام، وكان يتكلم معنا باللغة العربية وإن كان فيها ثقل فهي مفهومة، وسئل الأستاذ المودودي أن يقدم نصيحة لنا وللمسلمين فلم يزد على وصية الله للأولين والآخرين: وهي تقوى الله وخشيته في السر والعلانية.

وتخفيفاً عن الرجل استأذنا لندعه يستريح فأذن لنا ودعا لنا بخير وبعد أن خرجنا وأردنا أن نركب في السيارة جاءنا مدير مكتبه الخاص الذي لم يكن موجودا من قبل يطلب منا الرجوع إلى غرفة الاستقبال لنتناول الشاي أو البارد، وكان ذلك بطلب من الأستاذ المودودي، والذي قال لمدير مكتبه اعتذر لي منهم لخروجهم من عندي قبل أن يتناولوا شيئا ولابد أن يقدم لهم شيء، فحققنا رغبة الأستاذ ثم خرجنا.