والجامعة الإسلامية أيها الإخوة حينما أقدمت المملكة العربية السعودية على إنشائها بوحي من شعورها بمسئوليتها العظمى عن دعوة الإسلام وعن كل مسلم يؤمن بالله، ويتجه إليه في صلاته وتلاوته إنما كانت بما فعلت تمارس واجبها المتعين، ورسالتها الكبرى.. وجدت فيما وجدت حرباً شرسة لا تعرف الهدوء ضد رسالة الإسلام في الأرض، وزيفاً وضلالاً يأخذ بالمسالك ويعرقل المساعي، وظلماً لا حد له ينزله أعداء الله والمسلمين في كل مكان -لا لذنب إلا لأنهم قالوا آمنا بالله.. وجموع تنتشر في كل مكان تنتسب إلى الإسلام لكنها تجهل حقائقه وتدخل عليه ما ليس منه.. وجهود مجرمة حاقدة تعمل على تفريق شمل المسلمين، وحرمانهم من أدنى حقوقهم وإبعادهم عما هم بحاجة إليه.. وهال ولاة الأمر في هذه البلاد التي قدسها الله وشرفها- هالهم ما وجدوا وما سمعوا وما شاهدوا.. فكانت الفكرة الرائعة الموفقة بإذن الله، وبدأت الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة مسيرتها.. وفتحت ذراعيها للمئات من شباب الإسلام ليتفقهوا في دينه، ويستزيدوا من نوره وإشراقه.. ثم دفعت بهم من حيث أتوا ليمارسوا دورهم الطليعي في شرح دين الله والدعوة إليه، والدفاع عنه.. ولم تكتف المملكة بما فعلت لكنها أخذت على عاتقها عون بعض الدعاة ممن أكملوا دراستهم ليستطيعوا الاهتمام والتفرغ لنقل ما علموا إلى من لم يعلم.. وأخذت على عاتقها مع ذلك دعم هذه الجامعة، وتدعيم جهازيها الإداري والعلمي، وتمكنيها من تحقيق المزيد من الانطلاقة المرجوة لها ومنها.. وولاة الأمر في ذلك إنما ينطلقون من دورهم الطبيعي كأنصار لدين الله، ومن مركز القيادة الإسلامية التي منحها الله لهذه الديار يوم أن اختارها موضعاً لبيته، ومثوى لنبيه صلوات الله وسلامه عليه.. ولن تتردد المملكة عن موالاة تأييدها ودعمها لهذه الجامعة الفريدة من نوعها لكنها تؤمِّل أن يعي الدارسون بها دورها ودورهم.. وأن يستشعروا عمق مسئولياتهم،