للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ولقد لمست في الجولة التي قمت بها في كثير من أنحاء العالم في الشهر الماضي ومن خلال اللقاءات التي تمت مع كل العاملين في ميدان العمل الإسلامي للأقليات الإسلامية وللدول الإسلامية أن للمسلمين في كل مكان آمالا جساماً في المملكة العربية السعودية، وأن الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة هي أحد المعالم البارزة التي أقامتها حكومة جلالة الملك لتجسد هذه الآمال إلى واقع ملموس وحقيقة ماثلة للعيان، وهذا ما يضاعف قوة إحساسنا بالمسئولية نحو هؤلاء المسلمين الذين تشتد حاجتهم إلى من يجلي لهم أصول الدين الإسلامي الحنيف ويضع أيديهم على مصادره ومنابعه، ويوضح للناس كافة قدرة الإسلام على قيادة الحياة الإنسانية وريادتها إلى حاضر أحسن ومستقبل أسعد.

أصحاب المعالي والسماحة والفضيلة أعضاء المجلس الأعلى.

إن الجامعة لكبيرة الأمل في أن تستفيد من خبراتكم المتنوعة في مجال التربية والتعليم الجامعي والإدارة، وفي مجال الدعوة الإسلامية وفي مجال تحويل المبادئ السامية إلى سلوك عملي، وإنه ليطيب لنا القول بأن آراءكم السديدة إن شاء الله التي ستقدمونها في هذه الدورة كما قدمتموها في الدورات السابقة ستكون لنا بمثابة المصابيح الكاشفة المضيئة أمامنا لكل قرار من شأنه أن يقدم خدمة ونفعاً لأبناء المسلمين، وإننا لعلى يقين بأن مناقشاتكم في هذه الدورة ستثري أعمال المجلس الأعلى وستقدم أفكاراً بناءة ورائدة ستوضع في الاعتبار عند كل تطور منشود إن شاء الله تعالى، وإن الجامعة لَتَتَقَدَّمُ إليكم بمشروعاتها ومرئياتها للمستقبل وهي تتطلع بالأمل في الله أن تتجسد طموحاتها إلى واقع حي، وهي واثقة أنكم لن تضنوا عليها بجهد، ولن تحول مشاغلكم الكبيرة، ومسئولياتكم الجسيمة في ميادين أعمالكم دون بذل أقصى الطاقة في سبيل التعاون مع الجامعة نهوضاً بها لأداء مهامها، وارتقاء دائباً إلى الأفضل والأحسن إن شاء الله.