ثم إن أجيالا مضت ومسلمون يستمسكون بأركان الإسلام ولكن يدهم تتخلخل من القبضة المتينة رويداً رويداً فيصيبهم من جراء هذا التخلخل ما ذكره الله لهم في سننه التي لا تتغير ولا تتبدل، يجيء الأعداء يهاجمون دار الإسلام، جاء الصليبيون، وجاء التتار، وغزوا أرض الإسلام، ما غزوها اعتباطاً كل شيء بقدر، وكل شيء يسير حسب السنن الربانية، كان المسلمون قد غفلوا، قد ركنوا إلى الأرض، إلى الشهوات، إلى متاع الدنيا القليل، شغلتهم أموالهم وأنفسهم، شغلهم متاع لا يساوي أن يشغلوا به عن الدار الآخرة وعن الجهاد في سبيل الله، فجاء الغزاة: إنه عقاب سريع من الله سبحانه وتعالى، جاء الصليبيون وجاء التتار، وأغاروا.. وعاثوا فساداً في الأرض الإسلامية.. ولكن الله الغالب على أمره {وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ}(يوسف/٢١) ، إن الله الغالب على أمره كان قد قدر قدراً أن يستيقظ المسلمون مرة أخرى، أن يعودوا إلى الله بقيادة علمائهم وزعمائهم وقادتهم العسكريين.