واجهت العالم الإسلامي في القرن السابع الهجري هزة عنيفة وكارثة يندر نظيرها في تاريخ العالم كله منذ أن خلق الله الدنيا بكاملها - اللهم إلا ما كان من الحرب العالمية الأولى والثانية التي ذهب الملايين فيهما - ألا وهي هجوم التتار على العالم الإسلامي حيث كان بلاء عظيما ومحنة لا تقاس بأي محنة عادية تمر على المسلمين مر الكرام, فقد بدأ هؤلاء الوحوش في بخارى ودمروها ثم توجهوا إلى سمرقند وأبادوها ثم على قزوين ومرو ونيسابور حتى وصلت جيوشهم بغداد وهناك قامت المذابح ودمرت المدن بكاملها واستمر القتل بضعا وثلاثين يوما حتى تعفنت الشوارع من الجثث المرمية فيها ولا يستطيع القلم أن يصف في هذه العجالة ما جرى من محن وبلاء ويكفينا أن نقتطف كلمة المؤرخ الإسلامي الشهير ابن الأثير المتوفى ٦٣٠هـ حيث كتب لنا عن تلك الحوادث المروعة وقلبه يتفطر ألما وحسرة ولا يجري القلم بما يكن في الصدر.