تستطيع أن ترى في كل كلمة من هذه الكلمات قبساً من نظر القرآن أو هدي النبوة. إن ناسا شغلوا أنفسهم فأصلحوها، وفروا إلى الله موحدين جديرون أن يخاطبوا من قبل الله عز وجل إكراما لهم {وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ يَغْلِبُوا أَلْفاً مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَفْقَهُونَ} . إن العالم كله في حاجة إلى نور القرآن لتصان كرامة الإنسان الذي صار في عصرنا هذا أرخص شيء في دنيا الناس. العالم في حاجة إلى القرآن ليكون الحق والعدل أساساً في معاملة الإنسان للإنسان، ودراسة القرآن لم تتوقف ولن تتوقف أبداً بإذن الله لأنه يتلى ويكفي أن يتلى، ولكن الذي يتوقف أحياناً هو التطبيق وبه يتباين جيل عن جيل ويعز ناس ويذل آخرون، وجيلنا هذا قد انحسر عنه التطبيق في كثير من دياره إلى درجة لم يسبق لها نظير فانحدر المسلمون إلى درجة لم يسبق لها مثيل ولكن من رحمة الله بخلقه أن حفظ لهم الذكر كما حفظ لهم بفضله بيانه فجمع الأسباب التي صعدت بأسلافنا ورفعهم الله بها قائمة أمام الأجيال كلها إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها كتاب وسنة، فهل نستطيع أن نجعل دراستنا عملاً وتطبيقاً كما كان أسلافنا من قبل، أم نطمع من الدراسة بالشهادة والألقاب، وإن فعلنا ذلك كان القرآن حجة علينا فإن عملنا به مقتدين بالرسول صلى الله عليه وسلم كان القرآن حجة لنا.
نسأل الله أن يجعله حجة لنا لا علينا وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم،،،
نكون أسعد الخلق لو وصلنا إليه بعد ألفى عام
إن البشرية لتفخر بانتساب رجل كحمد- صلى الله عليه وسلم- إليها. إنه رغم أميته استطاع قبل بضعة عشر قرناً أن يأتي بتشريع سنكون نحن الأوروبيين أسعد الخلق لو وصلنا إلى قمته بعد ألفي عام.