أما بعد: فإني آمرك ومن معك من الأجناد بتقوى الله على كل حال؛ فإن تقوى الله أفضل العدة على العدو وأقوى المكيدة على الحرب. آمرك ومن معك من الأجناد أن تكونوا أشد احتراساً من المعاصي منكم من عدوكم؛ فإن ذنوب الجند أخوف عليهم من عدوهم، وإنما ينتصر المسلمون بمعصية عدوهم لله، ولم تكن لنا بهم قوة؛ لأن عدونا ليس كعدوهم ولا عدتنا كعدتهم. فإن استوينا في المعصية كان لهم الفضل علينا في القوة وإن لم ننتصر عليهم بفعلنا لم نغلبهم بقوتنا، واعلموا أن عليكم في سيركم حفظة من الله يعلمون ما تفعلون فاستحيوا منه، ولا تعملوا بمعاصي الله وأنتم في سبيل الله. ولا تقولوا إن عدونا شر منا فلن يسلط علينا فرب قوم سلط عليهم شر منهم، كما سلط على بنى إسرائيل لما عملوا بمعاصي الله كفار المجوس فجاسوا خلال الديار وكان وعداً مفعولا واسألوا الله العون على أنفسكم كما تسألوه النصر على عدوكم. (الله أكبر.... الله أكبر) .