للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأخذ يراسل الملوك والسلاطين والأمراء في كل ناحية، وخاصة السلطان الناصر بن قلاوون سلطان مصر ورغب الناس في الإنفاق في سبيل الله.

بعد هذه المجالس المتتالية أعلن إعلان عام أن لا يسافر ولا يخرج من البلد أحد إلا بمرسوم خاص.

ابن تيمية يسافر إلى مصر:

طلب الأمراء ونائب السلطنة بالشام من ابن تيمية أن يسافر إلى مصر بنفسه ليستحث السلطان على المجيء ليحضر بنفسه ويدرك ما عليه الناس من الخوف والذل والرعب، فوافق ابن تيمية على السفر إلى السلطان وما أن وصل إلى مصر حتى وجد السلطان قد دخل القاهرة وتفرقت جيوشه وعساكره بعد أن سمع الناس أنه خارج إلى الشام لملاقاة التتار فاجتمع به ابن تيمية وحثه على عودة الجيش وصرخ في وجهه قائلا: " إن كنتم أعرضتم عن الشام وحمايته أقمنا له سلطانا يحوطه ويحميه ويستغله في زمن الأمن.. إلى أن قال: لو قدر أنكم لستم حكامه وسلاطينه وهم رعاياكم وأنتم مسئولون عنهم" [٤] ، ثم حث الأمراء والسلطان بالخروج بالجيش إلى ملاقاة العدو.

رجع ابن تيمية إلى الشام، ويقول الشيخ محمد أبو زهرة في كتابه ابن تيمية عند هذه النقطة في وصف محنة أهل الشام: " وأتاهم الأمن من ثلاث نواح فابن تيمية قد عاد إليهم وهو أمنهم وملاذهم وتأكدوا إقبال جند السلطان ثم تأكد لديهم أمر آخر وهو أن التتار قد عادوا من عامهم هذا لما أحسوا بأن خصومهم قد أعدوا العدة وأخذوا الأهبة ولا حظوا ضعفا في أنفسهم ولم يتقدموا وهو على هذا الضعف ".