وفاعل (يعلم) في الآية السادسة ضمير مستتر يعود على أبي جهل، وأكد متعلق العلم في هذه الآية لتنزيل أبي جهل منزلة المنكر؛ إذ لم يعمل بمقتضى علمه أيضا.
أختي العزيزة هل:
الصيغة التاسعة من الصيغ التي تدخل فيها أختك همزة الاستفهام على (لم) النافية الجازمة للفعل المضارع هي: ((ألم يعلموا أن..)) ففي هذه الصيغة ترين همزة الاستفهام قد أتبعت ب (لم) النافية الجازمة لمضارع (علم) ، مسندا إلى واو الجماعة، يليه أَنّ الناسخة للمبتدأ والخبر، المؤكدة لمضمون جملتها.
وقد وردت هذه الصيغة في خمس آيات من آيات القرآن الكريم:
الآية الأولى قوله تعالى:{أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّهُ مَنْ يُحَادِدِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَأَنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِداً فِيهَا ذَلِكَ الْخِزْيُ الْعَظِيمُ} الآية (٦٣) من سورة التوبة.
ومعنى همزة الاستفهام في هذه الآية: الإنكار والتوبيخ؛ الإنكار بمعنى لا ينبغي لهؤلاء المنافقين المخالفة والمعاداة لله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم، وتوبيخهم على إقدامهم على هذه المخالفة والمعاداة، مع علمهم بالعاقبة الوخيمة، وهي: أن لهم نار جهنم خالدين فيها، وذلك العذاب هو الخزي العظيم.
و (يعلموا) فعل مضارع مجزوم بـ (لم) وعلامة جزمه حذف النون، وواو الجماعة (وهم فريق من المنافقين) ضمير مبنى على السكون في محل رفع فاعل، و (أَنّ) الأولى حرف توكيد ينصب المبتدأ ويرفع الخبر، والهاء المتصلة بها ضمير الشأن والقصة مبني على الضم في محل نصب، اسمها والجملة الشرطية كلها:{أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّهُ مَنْ يُحَادِدِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَأَنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِداً فِيهَا} في محل رفع خبر أن، والمصدر المؤول من أن وخبرها في محل نصب سدّ مسدّ مفعول (يعلم) ، والتقدير ألم يعلموا وجوب نار جهنم لمن يحادد الله ورسوله.