للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فأي ترغيب أعظم، وأي شرف أجل وأكبر كما هو في العدل وأهله. إن أهل الإقساط والعدل على منابر من نور، وأين؟ إنهم على يمين الرحمن، فأي كرامة أكبر من هذه الكرامة؟!

وهذا وحده كاف في الدلالة على أهمية العدل وشرفه وشرف أهله. ومن هنا قدمنا القول بأن جماع صلاح الدنيا والآخرة والسعادة فيهما، هو في أداء الأمانات، والعدل في الأحكام.

وأخيرا، من الأحكام العملية في هذا الباب أن من ائتمن على شيء ولم يفرط فيه بأيّ وجه من أوجه التفريط، ثم ضاع منه بدون رضاه. فلا يلزمُهُ أداؤه شرعاً ولا أدباً. كما أن من أجتهد في إصابة العدل والحق وكان من أهل الاجتهاد فعلا، ثم لم يصب الحق والعدل في قوله أو حكمه أو فعله بأن أخطأ فلا إثم عليه، إذ لا يؤاخذ الله العبد إلا بفعله أو قوله الإرادي الاختياري. وفي الحديث "من اجتهد فأخطأ فله أجر اجتهاده" ...


[١] عثمان وشيبة أبناء عم، إذ عثمان هو عثمان بن طلحة بن أبي طلحة العبدري أسلم في الهدنة مع خالد بن الوليد وعمرو بن العاص، وأما شيبة فهو ابن عثمان بن أبي طلحة، مات عثمان بن أبي طلحة في غزوة أحد مشركا إذ كان حامل لواء المشركين فيها. وبقيت السدانة في أولاد شيبة إلى يومنا هذا
[٢] رواه أحمد وأهل السنن وهو صالح للاحتجاج.