وقد استدل القائلون بهذا.. القول من القرآن الكريم بقصة إبراهيم عليه السلام، في إحياء الطير إذ كان جمعا لأجزائها بعد تفرقها. فإن إبراهيم عليه السلام قطع تلك الطيور أجزاء، كما أمره الله تباَرك وتعالى، وخلط بعضها مع بعض، ثم فرقها على رؤوس الجبال المجاورة له، ثم دعاها، فاجتمع كل جزء إلى الجزء الآخر وتألفت تلك الأجزاء طيورا، كما كانت أولا، ثم جاءته حية تسعى.
موقف القرآن:
إذا نظرنا في كتاب الله الكريم، نجد آيات كثيرة تدل على القول بتفرق الأبدان ثم إعادتها إلى حالتها التي كانت عليها، فمن تلك الآيات قصة إبراهيم عليه السلام في إحياء الطير السابق ذكرها ونص الآية كما يقول تعالى:{وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءاً ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْياً وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ}(البقرة: آية ٣٦٠) فدلت الآية على أن إحياء هذه الطيور وإعادة أجسامها كان بجمع أجزائها المتفرقة، وضم بعضها إلى بعض فإن واهب الحياة أمر إبراهيم أن يدعو تلك الطيور. فاجتمع كل جزء مع الجزء الآخر، ثم جاءته حية تسعى.
ثانيا: قصة الرجل الذي مر على القرية الخاوية على عروشها، وقد استبعد إعادتها إلى ما كانت عليه بعد مشاهدته لما حل بها إذ قال:{أَنَّى يُحْيِي هَذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا} . وقد أراه الله تعالى آياته الدالة على قدرته رؤية عيان ومشاهدة، فأماته مائة عام ثم بعثه، وأراه كيف يجمع العظام بعضها إلى بعض وهى أجزاء حماره المتفرقة عنه يمينا وشمالا، ثم كسوتها لحما بعد اجتماعها، وإعادة الحياة إليها، يقول تعالى مخبرا عن تلك الواقعة.