للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

خص منها ما هو المقصود بالحد وهو القسم المخترع في الدين، أي طريقة ابتدعت على غير مثال تقدمها من الشارع. وقوله في التعريف تضاهى الشرعية- يعنى أنها تشابه الطريقة الشرعية من غير أن تكون في الحقيقة كذلك، بل هي مضادة لها من أوجه متعددة، على رأس تلك الأوجه اتهام الشريعة بالنقص وعدم الكمال، وهذا معلوم البطلان من الدين بالضرورة كما تقدم. وقوله (يقصد بالسلوك عليها المبالغة في التعبد لله تعالى) هو تمام معنى البدعة إذ هو المقصود بتشريعها. وذلك أن أصل الدخول فيها يحث على الانقطاع إلى العبادة، والترغيب في ذلك؛ لأن الله تعالى يقول: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنْسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ} . فكأن المبتدع رأى أن المقصود هذا المعنى.

فأراد أن يسلكه بأي وجه، ولم يتبين له أن الشارع قد وضع لذلك حدودا وضوابط وقوانين لا يجوز أن يزاد فيها أو ينقص.

أمثلة من البدع الشائعة بين المسلمين:

إذا تبين الفرق بين السنة والبدعة من خلال التعريف، فإني أورد أمثلة للبدع التي عمت وطمت في أرجاء العالم الإسلامي، حتى أصبحت عند كثير من الناس سنة متبعة، في الوقت الذي تركت السنن، وهجرت تعاليم الإسلام. وسأذكرها على سبيل التمثيل لا على سبيل الحصر، منها: نذر الصيام قائما لا يقعد أو ضاحيا لا يستظل، والانقطاع للعبادة وترك الكسب الحلال، وإقامة المآتم وقراءة القرآن فيها، والاقتصار من المأكل والملبس على صنف دون صنف من غير علة.

ومنها التزام الكيفيات والهيئات المعينة؛ كالذكر على هيئة الاجتماع بصوت واحد.