وعارضه في مسيره حية عظيمة، فأقبلت حتى رافقت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على راحلته طويلا، والناس ينظرون إليها ثم التوت حتى اعتزلت الطريق.. فأقبل الناس حتى لحقوا رسول الله، فقال لهم:"هل تدرون من هذه..؟ " قالوا: "الله ورسوله أعلم"، قال:"هذا أحد الرهط الثمانية من الجن الذين وفدوا إليّ يستمعون القرآنس [١٩] ، فرأى عليه من الحق حين ألم رسول الله ببلده أن يسلم عليه، وهاهو ذا يقرئكم السلام، فسلموا عليه, فقال الناس جميعا: وعليه السلام ورحمة الله"[٢٠] .
الثمرات السبع: كما ظهرت معجزات للرسول كثيرة منها: البركة في الطعام القليل.. والمثل لذلك ما ذكر من أن العرباض بن سارية [٢١] كان يلزم باب رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحضر والسفر, فترك الباب قليلا ليقضي حاجة له، ثم عاد وقد تعشى الرسول ومن معه من أضيافه، وهو يريد أن يدخل قبته على أم سلمة أم المؤمنين, فلما رأى العرباض سأله عن غيبته فأخبره, ثم جاء جعال بن سراقة، وعبد الله بن مغفل المزني وثلاثتهم جياع، فطلب عليه الصلاة والسلام في بيته شيئا ليأكلوه فلم يجدْ فنادى بلالا:"هل من عشاء لهؤلاء النفر؟ " فقال لا.. والذي بعثك بالحق لقد نفضنا جرُبَنَا وحُمُتَنَا [٢٢] قال: "انظر عسى أن تجد شيئا", ورغم أن بلالا يعلم تماما أنه ليس بالجرب شيء من التمر, ولكن امتثالا لأمر الرسول أخذ الجرب ينفضها جرابا جرابا.. فتقع من بعض الجرب التمرة والتمرتان حتى اجتمع له سبع تمرات, فوضعها عليه السلام في صحفة وسمى الله تعالى تم قال:"كلوا باسم الله" فأكلوا ... وأحصى العرباض أربعا وخمسين تمرة أكلها، يعدها بيده, وأكل كل واحد من الآخرين خمسين تمرة, ورفعوا أيديهم فإذا التمرات السبع كما هي.. فقال الرسول:"يا بلال، ارفعها في جرابك فانه لا يأكل منه أحد إِلا نهل شبعا".