كما اعتبر الإسلام المجتمع جهازا تؤلف المرأة نصفه، أو قل الرجل هو إحدى رئتي المجتمع والمرأة هي الرئة الأخرى، بكلتيهما يتنفس المجتمع ويحي؛ فالرجل والمرأة في خضم هذه الحياة كمؤسسي شركة أو مصنع وزعت أعماله المتعددة على العاملين فيه،، وكل يقوم بنصيبه، ولكل فيما يعمل علم وحكمة وتدبير، فلا ينكر أحد أن دور المرأة في المجتمع غير دور الرجل، ولو كانت مهمتها تشبه الرجل مهمة الرجل لكان المجتمع صالح للبقاء سواء أكان مؤلفا من الرجال وحدهم، أو من النساء وحدهن، أما ولكل من هذين الكائنين عمله واختصاصه فلابد من توفرهما معا ليحصل للمجتمع كماله.
وهكذا فالمرأة نصف وجودنا الذي نزاحم به ونكاثر ونبني، وهي أيضا التي تصنع تاريخ النصف الآخر وتلهمه؛ فهل للمرأة رسالة أعظم من هذه الرسالة لو أديت على وجهها الصحيح لما وجدت المرأة متسعا من الوقت، ولا فراغا من الزمن.
وخروج المرأة من البيت إحدى المشكلات الهامة في العصر الحاضر، والحقيقة أن خروج المرأة من بيتها أو عدم خروجها منه مرتبط بمهمة المرأة وواجباتها في هذه الحياة، وما ألقي على عاتقها من أعباء، ثم نرى صلة ذلك بخروجها من البيت.
ما هي المهمة الرئيسة للمرأة في هذه الحياة؟ وما هي واجبات الرجل؟
لاشك أن الرجل والمرأة هما عماد البيت، ومما لا ريب فيه أيضا أن سعادة البيت وبالتالي المجتمع لا تتوفر إلا حينما يعرف كل منا لرجل والمرأة ماله وما عليه بغية تحقيق السعادة المنشودة، فالرجل بما وهبه الله من القوة الجسمية جعله قواما على المرأة يعتني بشؤونها وشؤون أطفالها، وينصرف إلى عمله ليكسب القوت له ولأفراد أسرته، ويؤمن لهم الحياة الكريمة، فمجال عمله إذن هو خارج البيت، وهذا لا يشك فيه أحد.