وهنا يأتي دور المرأة حيث يتاح لها أن تنصرف إلى شؤون البيت الداخلية، والإشراف على تربية أطفالها وإشاعة الحبور والسعادة في بيتها، وقد وضع عنها الإسلام جميع الواجبات التي تتعلق بخارج البيت، فلا تجب عليها صلاة الجمعة، ولا يجب عليها الجهاد إلا في حالة النفير العام، ولم تطلب منها صلاة الجماعة ولا حضور المساجد، وإن كان قد رخص لها في حضور المساجد.
صفوة القول: أن خروج المرأة من البيت لم يحمد، وخير الهدي في الإسلام أن تلازم المرأة بيتها كما تدل عليه الآية الكريمة:{وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنّ}[٢] دلالة واضحة، ولكن الإسلام لم يشدد في هذا الباب لكون خروج المرأة من بيتها قد يكون من اللازم في بعض الحالات كخروجها لحج أو مداواة أو أداء شهادة؛ ولا يغير ذلك شيئا من القاعدة في نظام الاجتماع الإسلامي، وهي أنّ دائرة عمل المرأة هي البيت، وأن الدروس التي يتلقاها الطفل في حجر أمه سيكون لها أكبر الأثر في مستقبل حياته.
وعلى هذا فإذا تجاوزت المرأة الحد، وأسرفت في الخروج من البيت فمن للأطفال ليرعاهم؟ ومن للبيت يشرف عليه إشرافا دقيقا؟ هل يترك ذلك للخادمة! وهل يهمها من شؤون البيت ما يهم صاحبته؟ وهل كل بيت فيه خادمة؟ وهل كل خادمة متعلمة عاقلة؟ وهل هي جديرة بما يلقى إليها من مهام تربوية، وهي على كل حال إمرأة من جنسها، وصدق من قال: